رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور.. «مراكز المرأة» من أماكن استضافة بعد التعرض للعنف إلى تمكين اقتصادي واستعادة للثقة في النفس والمجتمع

3-1-2018 | 20:28


فن الرسم ينهي معاناة إحداهن.. والحاسب الآلي طريق الأخرى لنسيان عنف زوجها

تعد مراكز استضافة وتوجيه المرأة إحدى آليات وزارة التضامن الاجتماعي لحماية النساء ضحايا العنف، من خلال توفير الإيواء والرعاية والتأهيل والتمكين لدعم أية امرأة تمر بظروف اجتماعية أو عائلية صعبة وتحتاج إلى دعم ومساندة وتمكين نفسي واجتماعي وثقافي ومهني، لكن تلك المراكز طورت من نشاطاتها لتصبح أيضًا مركزًا للإنتاج والعمل، حتى أصبحت منتجات هؤلاء السيدات تشارك في معارض الأسر المنتجة وتلقى رواجًا.

على مساحة أكثر من 550 مترًا في مدينة 6 أكتوبر، يقع مركز استضافة وتوجيه المرأة الذي أنشئ ضمن ثمانية مراكز أخرى أنشأتها وزارة التضامن الاجتماعي، بهدف حماية النساء اللاتي يتعرضن لأي نوع من أنواع العنف، وذلك بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية وبني سويف والدقهلية والمنيا وأخيرًا الفيوم.

ويشتمل مركز استضافة وتوجيه المرأة في السادس من أكتوبر على 5 غرف للإقامة تحتوي على عدة أسرّة، وعدد من الأثاث الكامل بكل غرفة للاستعمال الشخصي لكل سيدة، كما يحتوي المركز على غرفتي استقبال، ومطبخ كبير وأكثر من دورة مياه، فضلَا عن ورشة كبيرة تضم عدة ماكينات للتدريب على الخياطة وتنفيذ عدة منتجات وحرف يدوية.

وتقول منال عاطف إبراهيم مدير المركز، إن مراكز الاستضافة تهدف في الأساس إلى حماية السيدة التي تتعرض لعنف من زوجها أو من أسرتها، موضحة أن المركز يتلقى إعانة سنوية من وزارة التضامن لتوفير أفضل إقامة كاملة لكل السيدات اللاتي يلجأن للحماية، مشيرة إلى أن المركز يستضيف سنويا نحو 70 امرأة مصحوبة بأطفالهن، ليصل الإجمالي إلى نحو 100 فرد سنويا، حيث تحدد لائحة عمل مراكز الاستضافة عمر الطفل حتى سن 10 سنوات، كي يستمر في الإقامة مع والدته بالمركز، في حين لا تحدد عمر الطفلة.

التحول إلى الإنتاج

وتروي مديرة المركز كيف تحولت إحدى السيدات التي لجأت إلى المركز من المعاناة نتيجة الاعتداء عليها وما ترتب على ذلك من كسر في العمود الفقري وضعف في حركة اليدين إلى احتراف الرسم على الجلود، مضيفة: "دربناها مرارا وتكرارا على محاولة الرسم على الجلد، حتى تغيرت حالتها النفسية والجسدية تماما من خلال انشغالها بهذا النشاط وما تحقق لديها من طاقة إيجابية ومعافاة بفضل الرسم على الجلود حيث استدعى جهدا جسديا ونفسيا وتفريغا لشحنة الغضب لديها لتتحول مع تكرار العملية إلى إبداع رائع وحالة مزاجية ونفسية مغايرة تمامًا لما كانت عليه".

استعادة الثقة بالنفس

حالة أخرى قررت الاحتماء بالمركز من العنف الذي كانت تتعرض له، تروي قصة لجوئها لمركز استضافة المرأة بأكتوبر: "أنا من سكان محافظة الغربية، ومتزوجة منذ 14 عاما.. بدأت خلافاتي مع زوجي منذ 14 عاما، بالضرب والإهانة والتعدي علي بآلة حادة، حتى لجأت لأكثر من حيلة دون حل، بسبب رفض أهلي لفكرة طلاقي، حتى إنهم أجبروني على أن أتنازل عن أولادي مقابل الطلاق والعيش معهم ولكني رفضت، ولجأت لأكثر من مكان استضافة قريب من محافظة الغريبة ولكنه كان يعرف العنوان ويعتدي عليّ"، مضيفة: "أقيم حاليا في المركز وأتدرب على الحاسب الآلي لأنني أهوى علوم الحاسب الآلي، والمركز يسعى لتوفير فرصة عمل لي، حتى تنتهي قضية طلاقي وضم أولادي لي.. فالعمل وسيلتي للحياة الكريمة والمركز وسيلتي لاستعادة ثقتي بنفسي وفِي المجتمع".