رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جهود مصرية لا تتوقف لحماية الأمن القومي العربي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية

15-9-2025 | 15:28


جهود مصر لحماية الأمن القومي العربي

أماني محمد

في ظل تحديات غير مسبوقة تهدد المنطقة العربية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والتوسع فيه بهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، فضلا عن العدوان الإسرائيلي السافر على دولة قطر باستهداف وفد حركة حماس في العاصمة الدوحة، الأسبوع الماضي، تلعب مصر دورا بارزًا من أجل حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية الأمر الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

وأكد دبلوماسيون أن مصر لا تزال متمسكة بجهودها لوقف إطلاق النار في غزة، من أجل وقف العدوان وحماية حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تصفية القضية، كذلك تواصل جهودها من أجل أمن واستقرار المنطقة عبر رعاية المفاوضات فيما يخص الملف النووي الإيراني بين طهران ووكالة الطاقة الذرية، موضحين أن مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية بكل السبل على مر السنوات.

 

مشاورات نشطة مع جميع القوى الدولية المؤثرة

وأكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات تتحرك على أكثر من صعيد، أولا فيما يخص الوساطة ووقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن مصر لا تزال متمسكة بجهودها لوقف إطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، وربط ذلك بأفق سياسي واضح لحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأوضح حليمة، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه على مستوى الاتصالات الثنائية، تجري القاهرة مشاورات نشطة مع جميع القوى الدولية المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، فرنسا، ودول أوروبية أخرى، في محاولة للتأثير في مسار الأزمة، مضيفا أنه فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهناك تحرك دبلوماسي مصري واسع لتشجيع مزيد من الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع التنسيق مع الدول التي أبدت نية لذلك.

وأشار إلى الدور المصري فيما يخص الملف النووي الإيراني، حيث تلعب مصر دورًا فاعلًا في هذا الملف الحساس، حرصًا على تجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد والصراع، ودعمًا لخيار السلام بديلًا عن الحرب، وهو ما تجلى في استضافة الاجتماع الثلاثي الذي أقيم الأسبوع الماضي بين وزير الخارجية الإيراني ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتوقيع اتفاق استئناف التعاون بين الوكالة وطهران.

وشدد على أن مصر تنتهج استراتيجية متعددة المسارات تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسوية الأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية، والحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ومواجهة محاولات تصفية القضية أو تهجير الشعب الفلسطيني، مشددا على أن ما تمارسه إسرائيل في الوقت الراهن يُصنف ضمن "إرهاب الدولة"، ويؤكد أنها ليست دولة طبيعية، بل كيان استعماري استيطاني توسعي، يعتمد في بقائه على القوة العسكرية والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، لا سيما منذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف أنه لهذا السبب تكتسب القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة أهمية خاصة، بشأن إعلان موقف الدول العربية والإسلامية إزاء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، ويتضح من فحوى المشروع أنه يشكل ردًا مباشرًا على إسرائيل بوصفها تمارس "إرهاب الدولة"، ويسلط الضوء على ما تقوم به من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر ضم الأراضي جغرافيًا، أو من خلال تهجير السكان، أو ارتكاب جرائم إبادة جماعية وعمليات قتل وتدمير ممنهجة، إلى جانب إقصاء السلطة الفلسطينية وتهميشها، بما يوصل إلى نتيجة مفادها أنه لا دولة، ولا أرض، ولا شعب، ولا سلطة حقيقية.

 

تحديات متعددة وتحرك مصري مستمر

ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة الدوحة اليوم تأتي في ظروف شديدة التعقيد، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، مضيفا "نحن نواجه أزمات عالمية متراكمة، بدءًا من غياب العدالة داخل منظومة الأمم المتحدة، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، ووصولًا إلى التحديات التي تفرضها الولايات المتحدة حتى على أقرب شركائها، سواء في أوروبا أو في الصين".

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه على مستوى المنطقة العربية، فالوضع أكثر سوءًا، في العديد من الدول، في ظل التحديات التي تواجه كل من سوريا ولبنان والحرب الإسرائيلية على غزة ومخططات التهجير والعدوان المتواصل منذ ما يقارب العامين، فضلا عن الوضع في اليمن الذي يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، ولقناة السويس، والملاحة في البحر الأحمر، ما يجعل العالم العربي يمر بأسوأ حالاته.

وأشار بيومي، إلى أنه في ظل هذه التحديات تبرز أهمية الدور المصري، حيث تبقى مصر دولة عربية صامدة وتقف على أرضية ثابتة، إلى جانب دول شقيقة كالمملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج، والمغرب، والجزائر، وتونس، وهي الدول التي ما زالت محافظة على ثباتها واستقرارها.

وشدد على أن الدور المصري والعربي مطلوب اليوم بشدة، لمحاولة لمّ شمل الجماعات المنقسمة في الدول العربية، والسعي لإعادتها إلى جادة الصواب، مؤكدا أن بالنسبة للقضية الفلسطينية، فإن مصر لم تتأخر يومًا عن دعمها، لا سياسيًا، ولا إنسانيًا، ولا عسكريًا، فهي ليست مجرد شأن خارجي بالنسبة لمصر، بل هي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، الذي يمتد من اللاذقية في سوريا شمالًا، إلى جوبا في جنوب السودان.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ومصر، عبر التاريخ، لم تسمح بتهديد هذا الأمن القومي، حيث حارب الجيش المصري على هذه الأرض منذ آلاف السنين، بدءًا من معارك اللازقية ضد الحوثيين، مرورًا بصلاح الدين الأيوبي الذي واجه الحملات الصليبية على القدس، ووصولًا إلى مقاومة الاستعمار البريطاني، ودعم قضايا الأمة العربية حتى اللحظة.

ولفت إلى أن مصر أيضًا قدمت أكبر عدد من الشهداء في سبيل القضية الفلسطينية، ولا تزال تتحمل أعباء كثيرة حتى اليوم في سبيل ذلك، من حيث المساعدات واستضافة الآلاف من الشعب الفلسطيني، فهي لم تتخلّ عن مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين.

وشدد على أن الدبلوماسية المصرية اليوم تسير على "حبل مشدود"، وتسعى لاتخاذ مواقف متوازنة تُرضي الرأي العام العربي، وتلبي طموحات الشعوب، دون الوقوع في فخ التصعيد غير المحسوب الذي قد يضر بالقضية الفلسطينية نفسها، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف استمرار الحرب، بل وجرّ المنطقة إلى مواجهة شاملة، ليس مع إسرائيل وحدها، بل مع الولايات المتحدة أيضًا.