نظم المجلس القومي للمرأة ممثلاً في لجنة الصحة والسكان، ندوة بعنوان "التوازن النفسي في عالم متغير" بحضور المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس، والسفيرة نبيلة مكرم رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي- ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، والدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس، والدكتورة سلمى دوارة عضوة المجلس ومقررة لجنة الصحة والسكان، والدكتور عبد الناصر عمر أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الأستاذة إيمان خليفة الأمين العام للمجلس، الدكتورة سوزان القليني، الأستاذة زينة توكل، الأستاذة ليلي سالم، الدكتورة رشا مهدي، الأستاذة عهود وافي عضوات المجلس القومي للمرأة، المستشار محمد سويدان المستشار القانونى للمجلس، اللواء رفعت أبو القمصان، وعدد من قيادات المجلس.
استهدفت الندوة عددا من الواعظات والراهبات وخادمات الكنائس، وممثلي وحدات تكافؤ الفرص، وممثلي مؤسسة فاهم، وممثلي فروع المجلس بمحافظات القاهرة والقليوبية والجيزة ، وعدد من عضوات وأعضاء اللجان، وموظفي الأمانة العامة بالمجلس.
وقد استهلت المستشارة أمل عمار كلمتها بالترحيب بالحضور في هذه الندوة الهامة التي يعقدها المجلس تحت عنوان "التوازن النفسي في عالم متغير"، وذلك بالتعاون مع مؤسسة فاهم للدعم النفسي، وأعربت عن خالص تقديرها للسفيرة نبيلة مكرم، على ما تبذله من جهود حقيقية في نشر ثقافة الاهتمام بالصحة النفسية وتكامل العمل الأهلي مع مؤسسات الدولة.
كما اعربت عن فخرها بهذا التعاون المثمر الذى يؤكد إيمان الجانبين بأهمية تكامل الجهود لمساندة المرأة المصرية والأسرة بشكل عام، في مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية التي تفرضها المتغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.
كما رحبت بالدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، الذي يثري هذا اللقاء بخبراته الواسعة ومساهماته العلمية في هذا المجال الحيوي.
وأضافت رئيسة المجلس أن الاهتمام بالصحة النفسية أصبح اليوم من الأولويات، ليس فقط لأنه ينعكس على الفرد، بل لأنه يؤثر في استقرار الأسرة والمجتمع ككل. ومن هنا، مؤكدة أن المجلس القومي للمرأة يعمل على دمج البعد النفسي ضمن برامجه ومبادراته المختلفة، وذلك إدراكًا بأن التمكين الحقيقي للمرأة لا يكتمل إلا بتمكينها نفسيًا ومعنويًا، إلى جانب التمكين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وثمنت المستشارة أمل عمار التعاون مع مؤسسة فاهم في هذا الإطار، والالتقاء في أهداف مشتركة تقوم على نشر الوعي، وتقديم الدعم، وإتاحة المعرفة العلمية والعملية التي تُمكّن المرأة والأسرة المصرية من مواجهة الضغوط اليومية، فضلاً عن تحقيق التوازن النفسي الذي يعد أساسًا لبناء مجتمع متماسك قادر على التكيف مع التغيرات.
كما أكدت أن المجلس القومي للمرأة يؤمن بأن الشراكات البناءة بين المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني هي السبيل لتحقيق أثر حقيقي ومستدام. ولذلك، فإننا ننظر إلى تعاوننا مع مؤسسة فاهم كنموذج يحتذى به، ونسعى من خلاله إلى تعميم الفائدة، وتكثيف الجهود المشتركة لرفع الوعي وتقديم الدعم للمرأة المصرية في كافة ربوع الوطن.
واختتمت رئيسة المجلس كلمتها بالتأكيد على التزام المجلس بمواصلة جهوده مع جميع الشركاء لتحقيق الأهداف الوطنية في تعزيز الصحة النفسية ودعم المرأة المصرية على جميع المستويات.
أكدت السفيرة نبيلة مكرم رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي ، أن السيدات يواجهن في حياتهن اليومية العديد من التحديات التي تستوجب دعماً خاصاً، موضحة أن أبرز هذه الاحتياجات تتمثل في الحاجة إلى المساندة المستمرة، والشعور بالقبول والتقدير في بيئة العمل، إلى جانب الحصول على فرص حقيقية للنمو والتطور المهني والشخصي. وأشارت إلى أن الندوة تمثل مساحة مهمة لطرح موضوعات جوهرية تمس حياة المرأة والمجتمع على حد سواء، مثل الموازنات النفسية، وتنمية مهارات الثبات الانفعالي، والقدرة على مواجهة الضغوط والتحديات.
واستعرضت الدكتورة سلمى دوارة، التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للضغوط النفسية والعصبية على صحة المرأة، وعلاقتها الوثيقة بظهور الأمراض العضوية، وأوضحت مفهوم محددات الصحة الخمسة (البدنية، النفسية، الاجتماعية، الروحية، والاقتصادية)، مشيرة إلى أن الخلل في أي منها ينعكس سلباً على باقي الجوانب، كما تناولت أهم أعراض الضغوط النفسية والعصبية التي قد يعاني منها الأفراد مثل الأرق، التوتر المستمر، فقدان الشهية أو الإفراط فيها، واضطراب التركيز، مؤكدة أهمية اتباع استراتيجيات التأقلم والوقاية والعلاج للحفاظ على التوازن النفسي.
وتطرق الدكتور عبد الناصر عمر بالشرح إلى أنواع الكروب التي قد يتعرض لها الإنسان، موضحاً الفرق بين الكرب الحاد الذي ينشأ نتيجة أحداث مفاجئة وصادمة، والكرب المزمن الذي يتولد من تراكم الضغوط لفترات طويلة. واستعرض بعض مسببات الكروب مثل فقدان أحد الأحباء، صعوبات العمل، المشكلات الأسرية، أو الأزمات الاقتصادية، وأكد في كلمته أن الدراسات أثبتت أن نسبة الاكتئاب بين السيدات تزيد عنها بين الرجال نتيجة عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية متشابكة، وقدم مجموعة من الإرشادات حول كيفية التعامل مع الكروب، تضمنت أهمية الدعم الأسري والمجتمعي، طلب المساعدة المتخصصة في الوقت المناسب، والتعامل الواعي مع المشاعر والانفعالات.
و دارت مناقشات ثرية حول سبل تعزيز التوازن النفسي، وأهمية الدعم الأسري والمجتمعي، لمواجهة التحديات النفسية في عالم سريع التغير.
وفي الختام، قامت المستشارة أمل عمار بإهداء درع المجلس "التاء المربوطة" إلى السفيرة نبيلة مكرم، والدكتور عبد الناصر عمر، تقديراً لجهودهم المخلصة وإسهاماتهم القيمة في خدمة قضايا المرأة ودعم الصحة النفسية بالمجتمع.