رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ذكرى ميلاد عبد الوارث عسر.. حكيم السينما الذي رافق فاتن حمامة منذ طفولتها

16-9-2025 | 01:49


عبد الوارث عسر وفاتن حمامة

ندى محمد

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد الوارث عسر، الذي وُلد في 16 سبتمبر عام 1894، وارتبط اسمه بتاريخ السينما المصرية كأحد أبرز أعمدتها وأكثرهم تأثيرًا، بعدما ترك رصيدًا فنيًا ضخمًا وأداءً مميزًا جعله حاضرًا في وجدان الجماهير حتى اليوم. تميز عسر بأدوار الأب الحكيم والحنون، والتي رسخت صورته كرمز للأبوة على الشاشة، خاصة في أعماله التي جمعته بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

وقد بدأت علاقة عبد الوارث عسر بفاتن حمامة منذ عام 1940، من خلال فيلم "يوم سعيد"، الذي شهد أول ظهور لها أمام الكاميرا وهي لم تتجاوز السادسة من عمرها. أحب الجمهور الكيمياء التي جمعت بينهما في دور الأب وابنته، ما جعل المخرجين يكررون التجربة في عدد من الأعمال الناجحة، منها فيلم "الملاك الظالم" و"الأستاذة فاطمة"، لترسخ هذه الثنائيات في ذاكرة السينما المصرية.

وفي لقاء نادر ببرنامج "نجمك المفضل"، تحدث عبد الوارث عسر عن هذه العلاقة قائلاً: "أشعر شعور غير مفتعل أني والدها، لأنها عملت معي في فيلم يوم سعيد، وكنت بلعب معاها، وتجري ورايا وأجري وراها، وأشيلها على كتفي وأجيب لها بنبوني… يعني أنا شوفتها وهي صغيرة، وهي بتكبر قدامي". وأكد أن هذا الإحساس الصادق لم يكن من طرفه فقط، بل كان متبادلًا بينها وبينه، مما جعل أداءهما طبيعيًا وبعيدًا عن أي تكلف.

لم يقتصر نجاح عبد الوارث عسر على الشاشة فقط، بل حظي أيضًا بمكانة كبيرة على المستوى الرسمي والثقافي، حيث حصل على تكريم من الملك فاروق، كما نال وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر، إلى جانب جائزة الدولة التقديرية ووسام الفنون من الرئيس أنور السادات. وبعد رحيله، واصلت الدولة الاحتفاء بإسهاماته، حيث تم إصدار طابع بريد يحمل صورته واسمه تخليدًا لعطائه الفني.

وعلى الصعيد الشخصي، تزوج عبد الوارث عسر من ابنة خالته، ورُزق منها بابنتين أطلق عليهما أسماء فرعونية هما "الوتس" و"هاتور"، بينما يُعد الفنان محمد التاجي حفيده.

عاصر عسر لحظات قاسية في حياته الخاصة، أبرزها وفاة زوجته عام 1979، وهو الحدث الذي أثر عليه بشدة ودخله في حالة من الحزن العميق انعكست على صحته، حتى أُصيب بحالة شبه غيبوبة وظل لفترات طويلة بمستشفى المعادي للقوات المسلحة. وفي 22 أبريل 1982، رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 87 عامًا، تاركًا وراءه مسيرة فنية ثرية لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور.