جان آرب.. مبدع عابر للحدود جمع بين الفرنسية والألمانية والفن العالمي
يُعد الفنان والشاعر الفرنسي الألماني جان آرب، أو هانز آرب، واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ الفن الحديث خلال القرن العشرين، وُلد عام 1886 بمدينة ستراسبورغ لوالد ألماني ووالدة فرنسية، وهو ما انعكس على هويته الفنية والثقافية، حيث كان يقدم نفسه بالاسم الفرنسي "جان" أو بالألماني "هانز" عند الحديث بها.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، لجأ آرب إلى زيوريخ، وهناك شارك في تأسيس الحركة الفنية والأدبية "الدادية" عام 1916، التي شكلت ثورة ضد القوالب التقليدية في الفن والأدب،وفي عام 1924 انتقل إلى فرنسا، ليبرز اسمه كأحد رواد المدرسة السريالية، جامعًا بين الشعر والرسم والنحت.
بدأ آرب مسيرته الفنية بالدراسة في أكاديمية فايمار ثم أكاديمية جوليان في باريس، وشارك في معارض مهمة إلى جانب التعبيريين الكبار وجماعة "الفارس الأزرق"، وتميزت أعماله الأولى بالتجريد والخطوط البسيطة، قبل أن يبتكر أشكالًا غريبة وغير مألوفة عكست فلسفته القائمة على المصادفة والعفوية.
ارتبط اسمه بكبار الفنانين مثل ماكس إرنست وكاندينسكي، وتعاون مع جماعات فنية متعددة من بينها السريالية والتجريد الإبداع، كما تميز في النحت التجريدي بأعمال لينة وانسيابية، أبرزها منحوتة "غانيميد" عام 1959، والجدارية البرونزية الشهيرة "الراعي والغيوم" عام 1953 في كاراكاس.
لم يقتصر إبداع آرب على الفن التشكيلي فقط، بل ترك إرثًا أدبيًا مهمًا من القصائد بالفرنسية والألمانية والإنجليزية، ما رسخ مكانته كفنان شامل، وبعد مسيرة حافلة بالمعارض العالمية، رحل عام 1966، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وشعريًا ما زال حاضرًا في ذاكرة الثقافة العالمية.