قال بشير جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من النصيرات بوسط قطاع غزة، إن مشاهد النزوح من مدينة غزة نحو الوسط والجنوب تتواصل بوتيرة متصاعدة، لكنها تظل "نزوحًا نحو المجهول"، في ظل غياب أماكن آمنة أو خيام قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين.

وأوضح، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر حاليًا على نحو 85% من مساحة القطاع، فيما لم تعد المناطق الوسطى والجنوبية، خصوصًا على الشريط الساحلي، قادرة على استقبال المزيد من الفارين بعد تدمير آلاف المنازل، مؤكدًا أن مدينة غزة تتعرض منذ ساعات الصباح لقصف "جنوني"، وصفته أوساط إسرائيلية عسكرية بأنه تمهيد نيراني لاجتياح بري محتمل.

وأشار جبر إلى أن أحياء الشيخ رضوان، النصر، الشاطئ والشيخ عجلين، والتي كانت ملاذًا للنازحين مؤخرًا، تتعرض الآن لغارات مكثفة أجبرت العائلات على النزوح مجددًا عبر طريق الرشيد الساحلي نحو الجنوب، وسط مشاهد مأساوية لعائلات تسير على الأقدام لمسافات تصل إلى 20 كيلومترًا هربًا من القصف.

ونقل المراسل عن النازحين أنهم شاهدوا "جحيمًا" من القصف واستخدام آليات مفخخة إسرائيلية لتدمير أحياء بأكملها، فيما قال كثيرون إنهم يرحلون دون وجهة محددة ولا يملكون خيامًا أو مأوى في المناطق الجنوبية، كما رصد مفارقة بعودة بعض العائلات من الجنوب إلى غزة بعد أن قضوا ليلتين في العراء دون مأوى.

وبحسب التقديرات، فإن نحو مليون فلسطيني كانوا يعيشون في مدينة غزة، نزح منهم 350 ألفًا فقط نحو الوسط والجنوب، بينما ما زال العدد الأكبر يصر على البقاء رغم المخاطر، مؤكدًا أن كثيرًا من العائلات، بينها أسرته وزملاؤه، قررت البقاء في منازلها غرب غزة رغم تعرض الأحياء لقصف جوي ومدفعي متواصل، معتبرة أنه لا مكان آمن داخل القطاع.