رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد اختفائها من المتحف المصري.. معلومات عن أسورة تحكي أساطير عن الملك أمنمؤوبي

17-9-2025 | 11:47


الأسوارة

فاطمة الزهراء حمدي

تزدان قاعات المتحف المصري بالتحرير بواحدة من أندر تحفه الملكية، أسورة ذهبية مرصعة بحبات كروية من اللازورد الخالص، تشع ببريق أخاذ يأسر العيون، لم تكن مجرد حلي للتزين، بل قطعة ملكية تحمل في طياتها رمزية القوة والخلود، وتحكي لنا أساطير عن الملك أمنمؤوبي الذي خاض صراعات للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها في زمن عصيب من تاريخ مصر القديمة.

وعلى مر السنين، ظل المتحف المصري الحارس الأمين لهذه التحفة، يحتضنها كجناحين يذودان عنها من أطماع اللصوص، غير أن العيون المتربصة لم تغفل عنها طويلًا، لتصبح اليوم في قلب قضية تثير الجدل والقلق، بعد أن نجحت الأيادي السوداء في اقتناصها من معمل الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، ولكن تظل النسور المصرية متربصة وساهرة وعازمة على عودتها لمكانها الأصلي ولملكها من جديد.

الملك أمنمؤوبي

تعود الأسورة إلى عصر الانتقال الثالث "حوالي القرن العاشر قبل الميلاد"، وهو فترة عُرفت بالاضطراب السياسي وتعدد مراكز السلطة، لكنها في المقابل تركت آثارًا فنية مبهرة، ويعد أمنمؤوبي أحد الملوك الذين حكموا في هذه المرحلة، وارتبط اسمه بعدد من القطع الملكية المميزة، من بينها هذه الأسورة التي تحمل ملامح من الدقة والذوق الرفيع في صناعة الحُلي.

الأسورة 

تتميز الأسورة بتصميمها الدائري، حيث تتناغم حبات اللازورد الكروية ذات اللون الأزرق العميق مع بريق الذهب، في مزيج يعكس فلسفة المصري القديم في الربط بين الخلود والسمو الروحي، فالذهب كان رمزًا للشمس والأبدية، بينما ارتبط اللازورد بالسماء وما تحمله من قداسة، وبذلك أصبحت هذه الأسوارة أكثر من مجرد زينة ملكية، بل رمزًا للقوة والاتصال بالعالم السماوي.

تحركات وزارة السياحة والآثار

وفي هذا السياق، أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا رسميًا بشأن الواقعة، أكدت فيه أنها اتخذت كافة الإجراءات القانونية فور علمها بالحادث، حيث تمت إحالة الواقعة إلى النيابة العامة والجهات الشرطية المختصة، وتشكيل لجنة متخصصة لحصر ومراجعة كافة المقتنيات داخل معمل الترميم. كما أوضحت أنه تم تعميم صورة القطعة المختفية على جميع الوحدات الأثرية بالمطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية والحدودية، كإجراء احترازي عاجل.

ونفى مدير عام المتحف المصري بالتحرير أن تكون الصور المتداولة عبر بعض المنصات تخص الأسوارة المفقودة، موضحًا أن تلك الصور لقطع معروضة بالفعل في قاعات الدور الثاني بالمتحف، بينما الأسوارة محل التحقيق مختلفة تمامًا، فهي مصنوعة من الذهب ومرصعة بخرز كروي من اللازورد من مقتنيات الملك أمنمؤوبي.

وأكدت الوزارة أن تأجيل الإعلان عن الواقعة جاء حرصًا على توفير المناخ الملائم لضمان سير التحقيقات والوصول إلى نتائج دقيقة.