رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إسبانيا.. تاريخ من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية وحل الدولتين

17-9-2025 | 14:32


إسبانيا ودعم القضية الفلسطينية

أماني محمد

كان الموقف الرسمي الإسباني على مر العقود بشأن القضية الفلسطينية داعمًا لحق الشعب الفلسطيني ولحل الدولتين، وتأكد ذلك منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والمستمر لما يقارب من عامين، حيث اتخذت إسبانيا عدة إجراءات داعمة للقضية من أبرزها الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية فضلا عن تفعيل مجموعة من القرارات لحظر السلاح لإسرائيل في ظل الإبادة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

إسبانيا ودعم القضية الفلسطينية

لم يكن اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين في 28 مايو 2024، إلا حلقة من سلسلة طويلة لدعم مدريد للحقوق الفلسطينية، وكانت إسبانيا من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية في 1974 كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

ورغم إقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في 1986، استمرت إسبانيا في دورها ومواقفها الداعمة لحقوق الفلسطينيين ورفض سياسات الاحتلال، بما في محاولات تهويد القدس والاستيطان.

وفي يونيو 1989، دفعت إسبانيا بإعلان مدريد الذي اعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعا إلى مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة، وفي نهاية أكتوبر عام 1991، عقد مؤتمر مدريد للسلام بين العرب وإسرائيل لأول مرة، حيث شارك في رئاسته بوش الأب والرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ووفود مصرية وسورية ولبنانية و إسرائيلية، بالإضافة إلى وفد أردني فلسطيني مشترك، وذلك لإجراء مفاوضات مباشرة وكان حدثًا غير مسبوق تاريخيًا، وكان بداية لسلسلة من الإجراءات منها أسفرت إعلان المبادئ الإسرائيلي-الفلسطيني ("اتفاقية أوسلو") في سبتمبر ١٩٩٣، ومعاهدة السلام الإسرائيلية-الأردنية في أكتوبر ١٩٩٤.

كذلك ظلت إسبانيا داعمة للحقوق الفلسطينية، وخلال الفترة من 2020 إلى 2024، طبقت مذكرة تفاهم تحدد آفاق التعاون التنموي مع الحكومة الفلسطينية، بعد توقيعها في 2020، بهدف تقديم 100 مليون يورو، حيث شملت الاتفاقية دعم قطاع التشغيل خاصة للشباب والنساء، ودعم الاقتصاد الفلسطيني، وقطاعي الزراعة والمياه، ودعم بناء مؤسسات الحكومة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الإنسان والمرأة، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمبلغ خمسة مليون يورو سنويا.
 

الاعتراف الإسباني بفلسطين

وفي 18 نوفمبر 2014، وافق البرلمان الإسباني على اقتراح بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وهي الخطوة التي اتخذتها في أبريل 2024، بعد أن تعهد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالاعتراف بدولة فلسطين في 15 نوفمبر 2023، داعياً إلى وقف القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة.

فيما أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأن اعتراف إسبانيا بفلسطين "هو إحقاق للعدالة للشعب الفلسطيني" يعبر عن موقف إسباني تاريخي يمتد لأكثر من نصف قرن.وزار "سانشيز” مصر ضمن جولة في الشرق الأوسط، في الرابع والعشرين من نوفمبر 2023 بعد اندلاع العدوان على غزة، حيث زار معبر رفح بصحبة نظيره البلجيكي، داعيًا إلى “اعتراف المجتمع الدولي وإسرائيل بدولة فلسطين”، مُعتبرًا أن “قتل المدنيين الأبرياء بدون تمييز في غزة غير مقبول على الإطلاق.

تجلى دعم إسبانيا للفلسطينيين أيضاً في قرارات مثل قطع برشلونة علاقاتها مع إسرائيل حتى وقف إطلاق النار، وهو القرار الذي أعلن رسميا في مايو الماضي، كذلك قررت إسبانيا رفض رسوّ سفينة محملة بالأسلحة لإسرائيل في ميناء قرطاجنة، وحظر دخول السفن والطائرات التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل إلى مياهها الإقليمية وأجوائها.

وتستمر التظاهرات والتحركات الجامعية في مختلف المدن الإسبانية رفضاً للحرب والدعوة إلى عقوبات على إسرائيل.

ألغت الحكومة الإسبانية عقدا تناهز قيمته 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية التصميم، وذلك بعد قرارها الأسبوع الماضي، بحظر إبرام عقود تسلح مع إسرائيل، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسباني، في وقت سابق، عن تدابير جديدة تهدف إلى إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، تضمنت تعزيزا قانونيا لحظر عقود الأسلحة مع إسرائيل.

وعلى المستوى الدبلوماسي تشهد العلاقات الإسبانية الإسرائيلية توترا شديدًا، إذ لا يوجد سفير إسرائيلي في مدريد منذ اعتراف حكومة بيدرو سانشيز بدولة فلسطين عام 2024، فيما استدعت إسبانيا سفيرتها في إسرائيل، مطلع الشهر الجاري، بعد تصريحات حادة متبادلة مع حكومة الاحتلال عقب إعلان الحكومة الإسبانية عن الإجراءات الجديدة لتطبيق حظر السلاح على إسرائيل.