قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن زيارة ملك إسبانيا وقرينته لمصر تأتي في توقيت شديد الأهمية، وتمثل دفعة قوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد، بما يعكس حرص قيادة الدولتين على تعميق مسارات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية.

وأكد غراب في تصريحات صحفية، أن افتتاح الملتقى المصري الإسباني للأعمال بحضور ممثلي القطاع الخاص من الجانبين، يعد خطوة عملية نحو جذب مزيد من الاستثمارات الإسبانية إلى السوق المصري، وضخها في شرايين الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الإسبانية تم رفعها لمستوى الشراكة الاستراتيجية في فبراير الماضي عقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسبانيا.

وأوضح أن إسبانيا تعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، وأن الزيارة الملكية الحالية تفتح آفاقًا جديدة للتعاون في قطاعات متعددة، من بينها السياحة والتجارة والطاقة المتجددة، لافتًا إلى أن جولة ملك إسبانيا وقرينته في المعالم السياحية والثقافية المصرية تمثل رسالة واضحة للعالم بأن مصر دولة مستقرة وآمنة، وهو ما يُعد دعاية مجانية للسياحة المصرية ويعزز من توافد الوفود السياحية خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.

وأضاف غراب أن الزيارة ستثمر عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة، بما يرفع من حجم الاستثمارات المتبادلة وحجم التبادل التجاري، موضحًا أن مشاركة الشركات الإسبانية في الملتقى تعكس اهتمامًا متزايدًا بالفرص الاستثمارية في مصر، لاسيما بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما تتمتع به من بنية تحتية وتشريعية متطورة، بما يشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات الدولية والمحلية.

وأشار إلى أن التعاون المصري الإسباني سيمتد إلى قطاعات البنية التحتية والنقل والسكك الحديدية والصناعة والتجارة والسياحة، موضحًا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 1.5 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025 مقابل 1.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2024، فيما سجلت الصادرات المصرية نحو 712 مليون دولار، وبلغت الاستثمارات الإسبانية في مصر 61.4 مليون دولار خلال النصف الأول من العام المالي 2024/2025، كما بلغت تحويلات المصريين العاملين في إسبانيا 21.6 مليون دولار خلال العام المالي 2023/2024.