رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«برلمان الاتحاد من أجل المتوسط» يُدين العدوان الإسرائيلي علي غزة للمرة الأولي

18-9-2025 | 14:32


جانب من الفعالية

دار الهلال

في حدث برلماني دولي غير مسبوق بدول البحر المتوسط، احتضنت مدينة شرم الشيخ من 11 إلى 13 سبتمبر الجاري اجتماعات برلمان الاتحاد من أجل المتوسط (PA-UfM) برئاسة النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، ممثلا عن مصر. 

ونجحت مصر، لأول مرة في تاريخ برلمان الاتحاد من أجل المتوسط برئاسة أبو العينين، في إصدار بيانا ختاميا حاسم أدان العدوان الإسرائيلي على غزة وما يصاحبه من توسعات استيطانية لضم الضفة الغربية، وما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات ضد سيادة الدول . في موقف تاريخي غير مسبوق للجمعية في ظل اشتعال الأوضاع بالشرق الأوسط.


أبو العينين: التهجير خط أحمر والاحتلال أصل القضية 

خلال كلمته أمام الوفود، عرض النائب محمد أبو العينين،  رئيس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط، حقيقة الأوضاع في غزة بوضوح وصراحة، مشددًا على أن جوهر القضية الفلسطينية هو الاحتلال ذاته وليس الفصائل، وأن مصر تعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم «خطًا أحمر» لن يُسمح بتجاوزه.

وقال: «لا تهجير ولا تصفية ولا إقامة دولة فلسطينية على أي أرض عربية سوى الأرض الفلسطينية نفسها»، محذرًا من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية «يؤجج غضبًا شعبيًا عارمًا في المنطقة وأنا مصري وأعرف مدى غضب الشعب المصري».


كما كشف رئيس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط حقيقة ما يُشاع عن غلق معبر رفح، مؤكداً أن مصر لم تغلق معابرها قط وأن الاحتلال هو من يعطل إدخال المساعدات من الجانب الفلسطيني. وأشار إلى أن القاهرة قدمت 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية لغزة واستقبلت 13.5 ألف مصاب ومرافق للعلاج لتقدم مصر بذلك للأشقاء والقضية الفلسطينية ما لم يقدم أحد.


واستشهد "أبو العينين" بكلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن «السلام لا يولد بالقصف ولا يفرض بالقوة ولا يتحقق بالتطبيع الذي ترفضه الشعوب»، داعيًا إلى العودة لمنهج العدل والإنصاف كأساس لأي تسوية، ومؤكدًا أن استمرار الحرب والاحتلال يغذي دوامة العنف والانتقام.


كما استعرض أبو العينين التقرير الذي أعدته لجنة السياسات بالجمعية كاشفا لحقيقة الوضع في غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية عبر عنها التقرير بصدق.

جبالي: منصة للحوار وطوق نجاة

من جانبه، وخلال افتتاح أعمال الاجتماع الأول، أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب أن رئاسة البرلمان المصري للجمعية تأتي في ظرف دقيق يفرض تكثيف الجهود لتعزيز الحوار وتفعيل دور الجمعية كمنصة مهمة لتبادل الرؤى بين برلمانات ضفتي المتوسط.

وأشار إلى أن البرلمان المصري أسند رئاسة الجمعية للنائب محمد أبو العينين لخبراته الواسعة في العمل البرلماني الدولي، متطلعًا لأن تكون الجمعية «طوق نجاة» لشعوب المنطقة من مصير مظلم إذا تقاعست عن إرساء قيم السلام العادل والتعاون الصادق.

أنشطة تراثية وسياحية

ولم تقتصر فعاليات الحدث على الاجتماعات الرسمية، حيث اصطحب أبو العينين الوفود المشاركة في رحلة بحرية على ساحل البحر الأحمر للتعرف على التنوع البيئي والطبيعة الساحرة لشرم الشيخ، تلتها زيارة لمتحف المدينة الذي يضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من مختلف العصور، ثم زيارة خاصة لدير سانت كاترين للتعرف على رمزيته الدينية والتاريخية. هذه الجولات أبرزت جانبًا من ثراء مصر الثقافي والحضاري أمام الضيوف.

موقف موحد وزخم دولي غير مسبوق

وشهدت اجتماعات شرم الشيخ زخمًا إعلاميًا ودبلوماسيًا كبيرًا، خاصة في ظل الموقف التاريخي الذي تضمنه البيان الختامي من إدانة صريحة للاحتلال الإسرائيلي وتوسعاته الاستيطانية في الضفة الغربية، إلى جانب الدعوة لوقف شامل لإطلاق النار وتمكين المنظمات الإنسانية من العمل بحرية.

البيان الختامي الذي اعتبر الأبرز في تاريخ الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، نجح برئاسة النائب محمد أبو العينين في تمرير موقف موحد يدين بوضوح الجرائم الإسرائيلية، من قصف وتجويع وحصار وتهجير قسري، واعتبرها انتهاكات متكررة للقانونين الدولي والإنساني.

وأكد البيان أن استمرار الاحتلال وتوسعاته الاستيطانية يقوض فرص السلام ويُفاقم الأوضاع الإنسانية، داعيًا إلى تمكين المنظمات الإنسانية من العمل بحرية وضمان وصول المساعدات إلى جميع المدنيين بأمان، ورافضًا أي ابتزاز دبلوماسي أو ممارسات انتقامية ضد الدول المعترفة بدولة فلسطين.

وفي المقابل، شدد مكتب الجمعية على دور الدبلوماسية البرلمانية في وقف النزاعات وتعزيز الاستقرار، مؤكداً أن حل الدولتين هو الإطار الواقعي والعادل الوحيد لتحقيق سلام شامل ومستدام في الشرق الأوسط. ودعت التوصيات إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة ومنسقة لضمان وقف شامل ومستدام لإطلاق النار، وإطلاق مسار حقيقي للتسوية السياسية العادلة، مع إبقاء المتوسط في صدارة الأجندة الأوروبية والإقليمية، باعتباره فضاءً مشتركاً تتطلب تحدياته تعاونًا أكبر بين دول ضفتيه.

مصر تعيد الجمعية البرلمانية لجوهر رسالتها


بهذا الموقف التاريخي في شرم الشيخ، تكون مصر قد أعادت الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط إلى جوهر رسالتها كمنصة للحوار، ورافعة للسلام العادل، وصوتًا موحدًا يرفض الاحتلال وينحاز لحقوق الشعوب، بما يعكس الدور المصري القيادي في صياغة مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة كلها.