تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة والراقصة الشعبية تحية كاريوكا، إحدى أعظم أيقونات الفن المصري والعربي، التي ولدت بمحافظة الإسماعيلية في 19 فبراير 1915، ورحلت عن عالمنا في 20 سبتمبر 1999 عن عمر ناهز 84 عامًا، وتعد كاريوكا واحدة من أبرز الوجوه التي جمعت بين الفن والرقص الشرقي والسينما والمسرح، لتترك إرثًا فنيًا وزاخرًا بالإبداع والتميز، جعلها رمزًا للأناقة والقوة النسائية في عالم الفن.

واحدة من أكثر محطات حياتها إثارة للجدل كانت علاقتها بالمطرب الراحل محرم فؤاد، حيث جمع بينهما زواج قصير لكنه مليء بالتحديات والخلافات، ورافقه شائعات وانتقادات بسبب غروره وتصرفاته المتعجرفة، خصوصًا وأنه كان في بدايات مشواره الفني ولم يكن قد وصل إلى الشهرة الكبيرة حين تزوج من كاريوكا، وقدمت أخت تحية بلاغًا للشرطة ضد فؤاد بعد أن اقتحم منزلها أثناء سفرها إلى لبنان، ما جعل الزواج أكثر تعقيدًا، ولم يدم هذا الزواج سوى بضعة أشهر فقط، لينتهي بالطلاق وسط جدل واسع حول علاقتهما.

تعد تحية كاريوكا واحدة من الفنانات اللواتي لم يكتفين بالفن فقط، بل خاضت حياة عاطفية غنية بالتجارب، حيث تزوجت حوالي 14 مرة، ومن أبرز أزواجها الضابط الأمريكي ليفي، الطيار حسين عاطف، رشدي أباظة، محرم فؤاد، والمخرج المسرحي فايز حلاوة.

ورغم تعدد زيجاتها، ظل الحب الأكبر في حياتها هو رشدي أباظة، الذي لم تستطع نسيانه أبدًا، وكانت تتمنى الإنجاب منه، لكنها لم تنجب رغم تعدد زيجاتها، وتبنت طفلة وهي في سن السبعين، وغالبًا ما كانت تمزح قائلة: "خلفت وأنا عندي 70 سنة".

بدأت مسيرتها الفنية ضمن فرقة الراقصة والفنانة بديعة مصابني، حيث قدمت عروضها الأولى في الرقص الشرقي، لتصبح فيما بعد الرقصة التي أبدعتها معروفة باسمها، وتُعرف كاريوكا لاحقًا كأيقونة للرقص الشرقي في مصر والوطن العربي، وكرست حياتها لتقديم فن متجدد يجمع بين الرقص والتمثيل والمسرح.

وعلى الرغم من مكانة الفن في حياتها، إلا أن حياتها الشخصية لم تخلُ من الأزمات والمواقف الصعبة. فقد تعرضت في زيجتها مع فايز حلاوة إلى استيلاء على ممتلكاتها ومجوهراتها، وطُردت من شقتها في الزمالك بملابس النوم فقط، واضطرت للخروج من سلم الخدم لتجنب أي نظرات غير مرغوبة، بينما كانت زيجتها من محرم فؤاد الأكثر إثارة للجدل بسبب غروره وتسلطه، إذ ارتبطت به في وقت كان لا يزال في بداية مشواره الفني ولم يصل بعد إلى ذروة نجوميته، ورغم ذلك اتسم بالغرور والتعالي، الأمر الذي دفعها في البداية إلى إخفاء زواجهما والاكتفاء بالقول إنه مجرد صديق، وسط استياء زملائها من دفاعها الدائم عنه وتبريرها لتصرفاته.

ولم تتوقف هذه الأزمات عند حدود حياتها الزوجية، فقد وقعت في خلاف مع الفنانة شادية بسبب محرم فؤاد، حين كانت شادية على المسرح لاستقبال الجمهور في إحدى الحفلات، بينما ظل فؤاد جالسًا دون الانتباه، فغضبت كاريوكا لكنها أحسنت النية، وذهبته لتحيته، لكن رده الاستفزازي دفعها لقطع أي تواصل معه لفترة طويلة.