العربات المفخخة.. صنف إبادة إسرائيلية جديد في غزة
كعادته، يتفنَّن الاحتلال الإسرائيلي في ابتكار أساليب جديدة لإبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي صار ميدانًا لتجارب تُمارَس فيها كل أصناف التعذيب والقتل؛ ما بين توظيف الطعام كمصائد للموت ودفع الناس نحو «مناطق آمنة» ثم استهدافهم، ضمن حرب إبادة جماعية مستمرة منذ ما يقرب من عامين.
واستكمالًا لهذا المسلسل، بات جيش الاحتلال يستخدم عرباتٍ مُسيَّرة مفخخة محمَّلة بأطنان من المتفجرات بهدف إبادة المدنيين وتدمير الأحياء السكنية في مدينة غزة، في إطار عملية تهدف إلى احتلالها.
17 عربة تنفجر يوميًا
وفجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الأخير، 120 عربة مفخخة محمّلة بما يقارب 840 طنًا من المتفجرات بين المنازل السكنية في مدينة غزة، حسب ما وثقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
ويعني ذلك — وفق ما جاء في بيان عن المرصد نُشر السبت — ما يزيد على 17 عربة يوميًا، ويُعادل تفجير كل واحدة منها زلزالًا بقوة 3.7 درجات على مقياس ريختر، وهو ما يعد أكبر حملة استخدام غاشم للقوة بهدف تدمير السكان، ضمن تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر الـ24 على التوالي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكثّف الجيش استخدام العربات المفخخة المحمّلة بأطنان من المتفجرات في ثلاثة محاور من مدينة غزة — جنوبًا وشرقًا وشمالًا — بهدف تدمير المربعات السكنية المركزية في المدينة، في إطار سعيه لتحقيق الهدف المعلن بتدمير المدينة وتدمير سكانها بالقتل والتهجير.
وحسب المرصد، فإن ما لحق من دمار في المدينة جراء القصف المتواصل على مدار أكثر من 23 شهرًا يجعل أي انفجار جديد يخلّف أضرارًا أشد تأثيرًا، لا سيما في كون الأبنية متصدعة أصلًا والمساحات المفتوحة تزيد من حدة الانفجار، ما يؤدي إلى تضرر عشرات المباني على مسافات تصل إلى مئات الأمتار عند كل تفجير جديد للعربات المفخخة.
سابقة إسرائيلية
وأكد المرصد أن نمط استخدام إسرائيل للعربات المجنزرة الخارجة من الخدمة وتحويلها إلى كتل ضخمة من المتفجرات تُوجَّه إلكترونيًا أمْرٌ يُعد غير مسبوق بهذا الحجم والمستوى في تاريخ البشرية.
ورغم ذلك، لا يُواجَه هذا السلوك الوحشي بأي رد فعل فعّال من المجتمع الدولي، في تعبير صارخ عن ازدواجية المعايير وغياب العدالة وعدم المبالاة بحياة الفلسطينيين، كما يضيف المرصد.
وعلى الجانب القانوني، فإن استخدام إسرائيل للعربات المفخخة محظور بشكل صريح بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنّ استخدامها في المناطق السكنية يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية طالما نتج عنه قتل أو تهجير قسري أو حرمان من شروط الحياة الأساسية، طبقًا للمرصد.
ويقوم جيش الاحتلال بتسير العربات المفخخة إلى عمق الأحياء السكنية ثم يفجرها لإحداث أوسع مساحة من التدمير والقتل، حسب حركة حماس.
وتضم مدينة غزة، حيث تُفجَّر السيارات المفخخة، أكثر من 900 ألف فلسطيني، لا تُبدي إسرائيل أي اكتراث بسلامتهم.