رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


يوسف عيد.. الضحكة العفوية التي خلدتها الإفيهات والمواويل

22-9-2025 | 03:53


يوسف عيد

ندى محمد

تحل اليوم، 22 سبتمبر، الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنان الكوميدي الكبير يوسف عيد، الذي ظل حاضرًا في ذاكرة الجمهور بابتسامته العفوية وإفيهاته الشهيرة ومواويله التي كان يبدع في تقديمها، رغم أن أدواره لم تكن دائمًا بطولة مطلقة، ومع ذلك، استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا استثنائيًا بين نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، حيث تحوّل إلى أيقونة للضحك لا تغيب عن وجدان المشاهدين.

ولد يوسف عيد في حي الجمالية بالقاهرة عام 1948، ونشأ في بيئة أزهرية حيث التحق بالمعهد الأزهري وحصل على الثانوية الأزهرية، لكنه لم يُكمل دراسته الجامعية. وبرغم المسار الديني والتعليمي، ظل حلم الفن يطارده حتى سن السابعة والعشرين، حين وقف لأول مرة على خشبة المسرح في مسرحية "نحن لا نحب الكوسة" عام 1975، وبعدها شارك بدور صغير في فيلم "شقة في وسط البلد"، لتبدأ رحلته الطويلة التي استمرت ما يقرب من أربعة عقود.

على مدار مسيرته، شارك يوسف عيد في نحو 279 عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون والمسرح. ورغم أن معظم أدواره كانت ثانوية، فإنه كان يترك بصمته بظهوره القصير، سواء من خلال الكوميديا الخفيفة أو المواويل التي اشتهر بها. ومن أبرز أفلامه: "السفارة في العمارة"، "التجربة الدنماركية"، "اللمبي 8 جيجا"، "الحرب العالمية الثالثة"، "الناظر"، "جعلتني مجرمًا"، "عيال حبيبة"، "عصابة حمادة وتوتو"، و"فاصل ونعود". كما قدّم للتلفزيون أعمالًا مميزة منها: "رأفت الهجان"، "تامر وشوقية"، "لحظات حرجة"، "الكبير أوي"، و"مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة". أما على خشبة المسرح، فقد شارك في "شارع محمد علي" مع فريد شوقي و"علشان خاطر عيونك" مع فؤاد المهندس.

وكان ليوسف عيد أسلوبه الخاص الذي ميزه عن غيره من الكوميديانات، إذ دمج بين خفة الظل والغناء الشعبي عبر المواويل. فأبدع في أداء مواويل مثل "السلام بالأيد" في مسرحية "شارع محمد علي"، و"يا حلو يا اللي العسل" في فيلم "التجربة الدنماركية"، و"قلبي انشبك" في فيلم "بوبوس"، وهي لمسات فنية جعلت منه فنانًا متفردًا.

كما ارتبط اسمه بعدد من الإفيهات التي تحولت إلى جزء من ذاكرة السينما المصرية، مثل: "الأستاذ زكريا الدرديري مدرس رياضيات وفرنساوي لغاية ما يجيبوا مدرس فرنساوي"، و"محسوبك المعلم عبده أجرني صاحب مكتب حانوتي الشباب"، و"أضربك فين مفيش في وشك مكان"، هذه الجمل ظل الجمهور يرددها لسنوات، لتصبح بصمته الأهم في عالم الكوميديا.

ورغم عمله مع عمالقة الفن مثل عادل إمام، أحمد زكي، فؤاد المهندس، محمود عبد العزيز، محمد هنيدي، ومحمد سعد، فإن يوسف عيد لم يحظ يومًا بأجر يوازي موهبته، حيث كان يتقاضى أجره باليومية حتى في أبرز أدواره، وظل وفيًا للفن حتى آخر أيامه، رغم معاناته الصحية المتكررة خاصة مع ضعف بصره.

رحل يوسف عيد في 22 سبتمبر 2014 عن عمر ناهز 65 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا إرثًا فنيًا يخلد اسمه كأحد أبرز صناع البهجة في السينما والمسرح والتلفزيون، وظل حضوره، حتى بعد رحيله، شاهدًا على أن الكوميديا الحقيقية لا تحتاج إلى بطولة مطلقة، بل إلى موهبة صافية وحضور لا يُنسى.