ذكرى رحيل آمال زايد.. وجه لا يغيب عن ذاكرة السينما
في مثل هذا اليوم من عام 1972، رحلت عن عالمنا الفنانة آمال زايد، إحدى أبرز نجمات السينما المصرية الكلاسيكية، التي تميزت بأدوار الأم الحنون والزوجة المطيعة، وجسدت ببراعة معاناة المرأة المصرية البسيطة.
ولدت آمال زايد، واسمها الحقيقي حكمت محمد زايد، في 27 سبتمبر عام 1910 بمدينة القاهرة، وتنتمي إلى عائلة فنية، من بينها شقيقتها الفنانة جمالات زايد، ومحسن ومطيع زايد، وابنتها الفنانة معالي زايد.
بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة حين انضمت إلى الفرقة القومية مقابل أجر شهري لم يتجاوز ثلاثة جنيهات، ثم انتقلت سريعًا إلى السينما فشاركت بدور صغير في فيلم "سلامة في خير" عام 1937 مع نجيب الريحاني.
وتوالت بعدها أدوارها في عدد من الأعمال، فشاركت عام 1939 في فيلم "بائعة التفاح" مع المنتجة والمخرجة عزيزة أمير، ثم فيلمي "دنانير"، و"عايدة" مع أم كلثوم.
عام 1943 تزوجت من ضابط الجيش عبد الله المنباوي، أحد الضباط الأحرار، وذلك قبل أن تحقق شهرتها الواسعة، ثم قررت اعتزال الفن عام 1944 لتتفرغ لحياتها الأسرية، وخلال هذه الفترة أنجبت أربعة أبناء: محمد، مهجة، ماجدة، ومعالي زايد التي واصلت مسيرة والدتها الفنية بعد وفاتها مستخدمة اسم العائلة الفني.
وبعد الانفصال عن زوجها، عادت آمال زايد إلى مجال الفن بعد غياب 15 عامًا بفيلم "من أجل حبي" عام 1959 مع فريد الأطرش وماجدة، وعقب عودتها بدأت تقدم أدوارًا أقوى من التي سبقت الاعتزال، فكان من أبرز أعمالها: "يوم من عمري، بياعة الجرايد، قصر الشوق، عفريت مراتي، شيء من الخوف".
ومن أبرز أدوارها شخصية "أمينة" زوجة "السيد أحمد عبد الجواد" في فيلم "بين القصرين" ضمن ثلاثية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهو الدور الذي تألقت فيه وحقق لها نجاحًا لافتًا يصعب أن ينافسها فيه أحد.
وتنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيدي، فقدمت دورًا كوميديًا لافتًا في فيلم "عفريت مراتي".
كما شاركت في الدراما من خلال مسلسلات "العسل المر"، "ناعسة"، و"الحائرة"، وعلى المسرح من خلال أعمال مثل "الفراشة"، "بين القصرين"، "السمان والخريف"، و"خان الخليلي"، لتصل أعمالها إلى 32 مسرحية.
وفي الإذاعة، قدمت آمال زايد عددًا من المسلسلات الإذاعية، وكانت من الرائدات فيها مع رفيعة الشال وزوزو نبيل وشقيقتها جمالات زايد، ومن أشهر أعمالها مسلسل "عائلة مرزوق أفندي" الذي كان يقدم يوميًا خلال برنامج "إلى ربات البيوت" واستمر أكثر من ثلاثين عامًا.
وكان آخر أعمالها فيلم "الحب الذي كان"، الذي عُرض بعد وفاتها عام 1973، وجسدت فيه شخصية والدة محمود ياسين بجانب سعاد حسني ومحمود ياسين، ومن إخراج علي بدرخان.
وعانت آمال زايد في نهاية حياتها من ورم خبيث بالأمعاء، لترحل عن عالمنا في 23 سبتمبر عام 1972 عن عمر ناهز 62 عامًا.