حذّر مركز غزة لحقوق الإنسان من أن الهجمات الإسرائيلية الممنهجة على المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة غزة تمثل "نمطًا ثابتًا يهدف إلى تفكيك النظام الصحي بالكامل ومنع أي قدرة على إنقاذ الأرواح"، في ظل تصاعد العدوان العسكري الذي يستهدف المدينة وسكانها.

وأوضح المركز أن غالبية المستشفيات في مدينة غزة خرجت عن الخدمة كليًا أو جزئيًا، نتيجة القصف المباشر والحصار، معتبرًا أن ما يجري "جزء من أكبر عملية تطهير عرقي تُنفذ في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي يواصلها الاحتلال بحق الفلسطينيين".

وأشار البيان إلى أن مستشفى القدس في حي تل الهوى يخضع لحصار خانق مع تمركز قوات الاحتلال في محيطه، ما يمنع دخول وخروج المرضى والطواقم الطبية ويضاعف المخاطر على حياتهم.

كما أعلن المركز عن توقف ثلاثة مستشفيات عن العمل بعد استهدافها وهي: مستشفى حمد للتأهيل، ومستشفى الرنتيسي للأطفال والعيون، في حين تعرض مركز الإغاثة الطبية للتدمير الكامل.

وأضاف أن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي ما زالا يعملان بشكل جزئي، لكنهما يواجهان ضغطًا هائلًا مع عجز آلاف المرضى والجرحى عن الوصول إليهما، إلى جانب أزمة خانقة تتمثل في نقص حاد في وحدات الدم ونفاد وشيك للوقود اللازم لتشغيل الأقسام الحيوية.

وأكد المركز أن "استمرار هذا النمط العدواني الإسرائيلي يسعى لتدمير النظام الصحي كأداة من أدوات الإبادة الجماعية عبر فرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، ودفع مئات آلاف السكان إلى النزوح القسري بحرمانهم من آخر ملاذ آمن يمثله المستشفى".

وطالب مركز غزة لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفعّال لوقف الاعتداءات على المرافق الصحية وضمان وصول آمن للمرضى والجرحى، داعيًا إلى محاسبة إسرائيل على "جرائمها الممنهجة بحق المدنيين والمنظومة الصحية".