رحلت عن عالمنا أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي، ذات الأصول الصقلية التي نشأت في تونس، تاركة خلفها مسيرة فنية وإنسانية جعلتها جسرا حقيقيا بين الشرق والغرب،علاقة كاردينالي بمصر لم تكن مجرد مرور عابر، بل شكلت جزءا أصيلا من رحلتها، خاصة من خلال صداقتها العميقة مع النجم العالمي عمر الشريف، وأعمالها التي لامست قلوب الجمهور المصري.

بدأت صلتها بالسينما المصرية عبر فيلم "جحا" (1958) الذي جمعها لأول مرة بعمر الشريف في إحدى بطولاته المبكرة، ورغم أن الفيلم كان تونسي-فرنسيا، إلا أنه فتح لها بابا واسع لدى المشاهدين العرب، وأرسى حضورها في ذاكرة الجمهور المصري.

لم تقتصر العلاقة على الشاشة فقط، بل امتدت إلى صداقة راسخة مع عمر الشريف، وصفته خلالها في لقاءات عدة بأنه "رجل لطيف ورائع"، مؤكدة أن دعمه كان ركيزة مهمة في مشوارها الفني والإنساني.

كما ارتبطت كاردينالي بزيارات متكررة إلى القاهرة، كان أبرزها جولاتها بين الأهرامات ومعالم القاهرة التاريخية التي عبرت خلالها عن إعجابها بالحضارة المصرية. وقد تُوّج هذا الحب بتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ37، حيث تسلّمت جائزة فاتن حمامة التقديرية تقديراً لإسهاماتها الكبيرة في السينما العالمية وصلتها الوثيقة بالجمهور المصري.

كلوديا كاردينالي لم تكن مجرد نجمة عالمية، بل رمز للتواصل بين الثقافتين المصرية والإيطالية، وصوتا فنيا سيظل حاضرا في ذاكرة السينما عبر الأجيال.