ذكرى وفاة نجاح الموجي.. قدم أكثر من 150 عملًا و3 من أفلامه بين الأفضل في تاريخ السينما
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكوميدي الكبير نجاح الموجي، الذي ارتبط اسمه بواحدة من أهم المراحل في تاريخ الفن المصري، بعدما نجح في تقديم شخصية خاصة به جعلته يحجز مكانًا ثابتًا في قلوب الجمهور، وبرحيله في 25 سبتمبر عام 1998 إثر أزمة قلبية، فقدت الساحة الفنية أحد أبرز نجومها الذين جمعوا بين الكوميديا والنقد الاجتماعي اللاذع.
ولد الموجي، واسمه الحقيقي عبد المعطي محمد حجازي الموجي، في قرية ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية، ونشأ في بيئة بسيطة مهدت له طريق الطموح. حصل على بكالوريوس من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وظل يعمل في هذا المجال حتى وصل إلى منصب وكيل وزارة، لكنه لم يبتعد في الوقت نفسه عن عشقه للفن الذي كان شغفه الأول. ومن الطرائف في حياته أنه عمل خلال دراسته في مهن غريبة، من بينها وظيفة "متذوق سجائر"، قبل أن يتركها خوفًا على صحته.
بدأت خطواته الأولى على خشبة المسرح من خلال فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، حين اختاره المخرج محمد سالم والفنان جورج سيدهم ليشارك في مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" عام 1969. ومنذ ذلك الحين، شق طريقه بثبات حتى صار أحد أشهر الوجوه الكوميدية، بفضل قدرته على الارتجال وخفة الظل التي ميزته عن أبناء جيله.
على الشاشة الكبيرة، ترك نجاح الموجي بصمة لا تُنسى في عشرات الأفلام، من بينها "الحريف"، "شوارع من نار"، "أيام الغضب"، "أربعة في مهمة رسمية"، "الحب فوق هضبة الهرم"، "ليلة القبض على فاطمة"، "البحر بيضحك ليه"، و"قليل من الحب كثير من العنف". لكن يظل دوره الأشهر هو شخصية "هرم" بائع المخدرات في فيلم "الكيت كات"، الذي تحول إلى أيقونة في السينما المصرية.
أما على خشبة المسرح، فقد صنع نجاحًا كبيرًا من خلال أعمال لاقت جماهيرية واسعة، مثل "المتزوجون"، "أنا وصاحبي في الكازوزة"، "الدور الرابع شقة 9"، و"فندق الأشغال الشاقة". وفي التلفزيون، تألق في مسلسلات خلدها الجمهور مثل "بوابة الحلواني"، "سر الأرض"، و"أيام الضحك والدموع".
اشتهر الموجي بخروجه عن النص في كثير من أعماله المسرحية، الأمر الذي فسره في لقاء تليفزيوني بأنه لم يكن تقليلاً من النص الأصلي، بل محاولة لمنح شخصياته عمقًا إضافيًا يتناسب مع الموقف، وبفضل هذا الأسلوب، أصبحت جُمله الارتجالية جزءًا من ذاكرة المشاهدين.
ورغم مسيرته الفنية الثرية، ظل نجاح الموجي متمسكًا بجذوره الإنسانية، فقد اختار اسمه الفني "نجاح" تخليدًا لذكرى شقيقه الذي كان يعاني من ضمور في اليدين، وظل يخدمه حتى آخر لحظات حياته. كما ترك وراءه أسرة صغيرة، من بينها ابنته آيتن الموجي التي تعمل مذيعة في التلفزيون المصري.
حجز نجاح الموجي مكانه ضمن أبرز نجوم الكوميديا في مصر بأكثر من 150 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح والدراما، وثلاثة من أفلامه اختيرت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ليبقى اسمه علامة مضيئة في الذاكرة الفنية مهما مر الزمن.