رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جهود مصرية ولقاءات مكثفة في الأمم المتحدة.. سياسيون يوضحون دلالات وأهمية التحرك المصري للقضية الفلسطينية

25-9-2025 | 15:04


وزير الخارجية ونظيره الأمريكي

أماني محمد

لقاءات مكثفة عقدها وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي على هامش فعاليات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مع كافة القادة والمسؤولين بهدف مناقشة القضايا الإقليمية وعلى رأسها وقف العدوان على غزة ومنع محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومخططات التهجير، في ظل العدوان المستمر منذ عامين.

والتقى عبد العاطي، مع ماركو روبيو، وزير الخارجية الامريكى، حيث جدد تثمين رئيس الجمهورية للجهود التي يقودها الرئيس ترامب لوقف الحرب في غزة بشكل فوري اتصالا باجتماع القمة الذي عقد يوم 23 الجاري بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية والذي جاء في أجواء ايجابية، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود المشتركة من أجل وقف نزيف الدماء ومنع محاولات تهجير الفلسطينيين.

كما التقى بالمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حيث بحثا التطورات في غزة على ضوء اجتماع القمة بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر تعول على الرئيس ترامب وجهوده في انهاء الحرب في قطاع غزة، وضمان ادخال المساعدات بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، والبدء في اعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

 

ملامح الموقف المصري

وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه تتواصل الجهود الدبلوماسية المصرية بشكل مستمر، سواء عبر التحركات في الأمم المتحدة أو من خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة التي ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، مضيفا أن الكلمة كانت شاملة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما أوضحت الأبعاد المختلفة للموقف المصري وثوابته الأساسية.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن كلمة مصر استعرضت أبرز ملامح هذا الموقف، والتي تشمل ضرورة وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، لكونها لم تُسهم في حل القضية، بل زادت الوضع تعقيدًا وأسهمت في المزيد من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن مصر أكدت أهمية العودة إلى الحل التفاوضي، باعتباره المسار الوحيد الممكن عبر حل الدولتين، بالإضافة إلى البُعد الإنساني، من خلال التأكيد على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن الكلمة شدّدت على ضرورة احترام سيادة الدول على أراضيها، وعدم قيام إسرائيل بأي انتهاك لسيادة الدول العربية، لأن ذلك يُعد تهديدًا للأمن القومي العربي بأكمله، وليس لدولة بعينها، جميع هذه النقاط كانت واضحة في كلمة مصر، وفي الجهد الذي يبذله الوفد المصري ووزير الخارجية في لقاءاته مع كافة الأطراف سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف.

 

محوران للتحركات المصرية

ومن جانبه، قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن لقاءات وزير الخارجية في الأمم المتحدة الثنائية والمتعددة المستويات، تأتي في إطار محاولة مصر استغلال الفرص والثغرات التي تسمح لإسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية، وليس فقط تصفية الدولة الفلسطينية، موضحا أن التدمير الممنهج الذي تقوم به إسرائيل يستهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية وضمها للسيادة الإسرائيلية.

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تسعى لسد هذه الثغرات عبر إيجاد بديل فلسطيني جديد غير حركة حماس، لأن وجود حماس يشكل ذريعة لإسرائيل لاستمرار الحرب على غزة، مضيفا أن مصر تركز على إعادة إعمار القطاع المدمر جراء آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة لنحو عامين، وذلك بهدف حفظ حقوق الفلسطينيين، وترسيخ الهوية الفلسطينية والشرعية على الأرض ووقف كل مخططات التهجير.

وشدد على أن جهود مصر تتركز في هذين المحورين، فإذا تحققا فإن ذلك سيكون انتصارًا على سياسات إسرائيل، موضحا أن مصر تستخدم القوة الناعمة.

وأشار إلى أن هناك مقترحات بشأن وقف العدوان على غزة، وآخرها المقترح الأمريكي الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، وهو في الواقع مقترح لا توجد أي ضمانات لتنفيذه، مضيفا أن هذا المقترح يفترض بقاء الوضع على ما هو عليه في حالة من الهدوء والاستقرار فقط، فإذا وقعت أي هجمات، يُعتبر المقترح قد تعطل أو لم تعد ظروفه قائمة، وهذا يرتبط بالظرف المكاني والزماني، وهو أمر قانوني ومعروف.

وأوضح أن المقترح يتيح لإسرائيل الاستمرار في التهديد والتدمير الممنهج للأراضي الفلسطينية، خاصة في أكبر مناطق فلسطين مثل الضفة الغربة وقطاع غزة، لذلك، يمكن القول إن هذا المقترح مجرد وسيلة لتخدير الرأي العام العالمي.

ولفت إلى أن الدول العربية، ومنها مصر، تحاول إعادة إحياء القضية الفلسطينية في الرأي العام العالمي، في ظل موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، موضحا أن المقترح الأمريكي ربما يكن وسيلة لتخدير المجتمع الدولي لخدمة مصالح إسرائيل، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة، إذا كانت صادقة في نواياها، لما كانت الدولة الوحيدة التي امتنعت عن التصويت لصالح الدولة الفلسطينية، كما أنها استخدمت الفيتو ست مرات في مجلس الأمن خلال حرب غزة لمنع وقف إطلاق النار.