الفنانون تحت قبة البرلمان.. آخرهم ياسر جلال يثير الجدل بأنباء ترشحه
لم تكن علاقة الفنانين بالسياسة بعيدة في أي وقت من الأوقات، ففي مصر شهدنا عبر عقود طويلة انتقال عدد من نجوم السينما والمسرح من أضواء الكاميرا إلى قاعة البرلمان، سواء عن طريق الانتخابات أو التعيين المباشر.
هذا التداخل بين الفن والسياسة أثار دائمًا جدلًا واسعًا، بين من يرى أن شهرة الفنانين تمنحهم قوة جماهيرية تؤهلهم لتمثيل الناس، ومن يعتبر أن دخول البرلمان يحتاج إلى خبرة سياسية وتشريعية لا تتوافر دائمًا لدى الوجوه الفنية.
وفي مقدمة هذه الأسماء يأتي الفنان ياسر جلال، الذي أثار جدلًا واسعًا مؤخرًا بعد تداول أنباء عن قيامه باستخراج أوراق رسمية تمهيدًا لاحتمال ترشحه لمجلس النواب، ورغم أن الأمر لم يُحسم بشكل نهائي حتى الآن، إلا أن مجرد تداول اسمه فتح بابًا واسعًا للنقاش حول دور الفنانين في الحياة السياسية ومدى تأثير حضورهم خارج الساحة الفنية.
وبالتوازي مع ذلك، برزت أيضًا أخبار عن احتمال تعيين الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، في مجلس الشيوخ، وهو ما اعتبره البعض خطوة طبيعية نظرًا لكونه واحدًا من أبرز ممثلي الوسط الفني، وصاحب حضور نقابي وإداري مؤثر جعله قريبًا من دوائر العمل العام.
هذه الظاهرة ليست جديدة على الساحة المصرية، فقد سبق أن خاض عدد من الفنانين تجارب مشابهة، لعل أبرزهم الفنان حمدي أحمد الذي جلس بالفعل على مقعد نيابي بعد مسيرة طويلة في السينما والمسرح، ليجسد نموذج الفنان الذي يجمع بين الإبداع الفني والدور التشريعي.
كما خاض المخرج خالد يوسف تجربة انتخابية انتهت بفوزه بمقعد في مجلس الشعب، ليبرهن على قدرة المبدع صاحب الرؤية على استثمار حضوره الجماهيري في ساحة السياسة.
أما على صعيد التعيينات، فقد شهدت المجالس النيابية في مراحل سابقة انضمام أسماء فنية كبيرة بقرارات رئاسية، كان الهدف منها تكريم رموز الفن وإشراكهم في صياغة المشهد العام. ومن بين هؤلاء جاءت أسماء خالدة مثل أمينة رزق ومديحة يسري، اللتين حمل وجودهما دلالة رمزية على قيمة الفن ودوره في المجتمع.
وفي عام 2020، شهدت الساحة الفنية تجربة جديدة مع الفنانة سميرة عبد العزيز، التي فوجئت بقرار تعيينها عضوًا في مجلس الشيوخ بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد روت أنها تلقت الخبر بدهشة قائلة: "ما علاقتي بالسياسة؟"، لكنها سرعان ما أدركت أن التعيين جاء تقديرًا لمسيرتها الفنية الطويلة ومكانتها لدى الجمهور.
وأكدت أن انضمامها للمجلس كان بمثابة شرف كبير لها، خاصة بعدما علمت أن القرار صدر مباشرة من الرئيس نفسه.