رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هل انتهى الإعلام التقليدي؟ عمرو الليثي يجيب

26-9-2025 | 11:11


عمرو الليثي

ندى محمد

أكد الإعلامي الدكتور عمرو الليثي أن ظهور الإنترنت وثورة المنصات الرقمية أثار التساؤل حول مصير الإعلام التقليدي، سواء الصحف المطبوعة أو التلفزيون أو الإذاعة.

وأضاف خلال تصريحات صحفية أن هناك من يرى أن الإعلام التقليدي انتهى فعليًا، بينما يؤكد آخرون أنه ما زال حاضرًا لكنه في ثوب جديد. الحقيقة أكثر تعقيدًا، إذ يشهد الإعلام التقليدي تحولًا مستمرًا لا يمكن وصفه بالانتهاء الكامل أو الاستمرارية دون تغيير.

 

تراجع الجمهور أمام زحف الإعلام الرقمي

لا شك أن الإعلام التقليدي فقد جزءًا كبيرًا من جمهوره لصالح المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت المصدر الأسرع والأكثر تفاعلية للأخبار. فقد تراجعت معدلات توزيع الصحف الورقية بشكل ملحوظ، خاصة بين الأجيال الشابة المعتادة على الحصول على المعلومات بضغطة زر عبر الهاتف الذكي. كما أصبح التلفزيون والإذاعة أقل جاذبية أمام وفرة المحتوى عند الطلب (On-Demand) على المنصات الرقمية.

 

 المصداقية لا تزال ورقة رابحة

رغم هذا التراجع، لم يفقد الإعلام التقليدي كل أوراقه. فما زال يتمتع بمستوى من المصداقية لدى شريحة من الجمهور، خصوصًا كبار السن أو أولئك الباحثين عن مصادر رسمية وموثوقة. فالتدقيق المهني والتحرير الصحفي الصارم يمنح الإعلام التقليدي ثقلًا يصعب تعويضه في فضاء رقمي مفتوح يعج بالشائعات والمعلومات المغلوطة.

 

التكامل بدل الصراع

تشير الوقائع إلى أن الإعلام التقليدي لم يمت، بل يتكامل تدريجيًا مع الإعلام الرقمي. فمعظم القنوات التلفزيونية والصحف الكبرى تمتلك اليوم مواقع إلكترونية وصفحات على منصات التواصل، وتنشر محتواها عبر وسائط متعددة. هذا التحول الرقمي أعاد تعريف الإعلام التقليدي، فلم يعد محصورًا في الورق أو البث الأرضي، بل صار متعدد القنوات والوسائط.

 

التحديات الاقتصادية

أكبر تهديد للإعلام التقليدي هو الجانب الاقتصادي. فتكلفة الطباعة والتوزيع والبث عالية مقارنة بتكلفة إنتاج المحتوى الرقمي. ومع انخفاض الإعلانات المطبوعة والإذاعية وتحولها إلى الإنترنت، يواجه الإعلام التقليدي أزمة تمويل حقيقية. لذلك، لا يمكنه الاستمرار بالصيغة القديمة دون تبني نماذج جديدة مثل الاشتراكات الرقمية أو الإعلانات الموجهة عبر المنصات الإلكترونية.

 

 مستقبل الإعلام التقليدي

المستقبل لا يحمل حكمًا بالإعدام على الإعلام التقليدي، بل حكمًا بالتطور أو الاندثار. سيبقى الإعلام التقليدي قائمًا طالما عرف كيف يتكيف مع التحولات الرقمية ويستثمر نقاط قوته في المصداقية والخبرة المؤسسية. المطلوب ليس منافسة المنصات الجديدة، بل استثمارها في نشر المحتوى وزيادة الانتشار.

الإعلام التقليدي لم ينتهِ بعد، لكنه لم يعد كما كان. هو في مرحلة انتقالية تتطلب إعادة ابتكار واستثمارًا في التكنولوجيا لمواكبة العصر. قد يتراجع حضوره الكمي أمام الإعلام الرقمي، لكنه سيظل محتفظًا بدور نوعي في صناعة الرأي العام، لا سيما في القضايا الكبرى التي تحتاج إلى مصادر موثوقة.