رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شخصيات لها تاريخ| مصطفى محمود.. رحّالة بين العلم والإيمان

27-9-2025 | 10:25


مصطفى محمود

فاطمة الزهراء حمدي

طبيب ومفكر وفيلسوف وكاتب مصري، جمع بين الطب والأدب والفكر والفن، وترك إرثًا متنوعًا من المؤلفات التي تجاوزت 80 كتابًا في مجالات العلم والدين والفلسفة والاجتماع، اشتهر ببرنامجه التلفزيوني "العلم والإيمان" الذي قدم فيه رحلة فكرية وروحية جمعت بين المعرفة والتأمل، فارتبط اسمه لدى الجمهور بالبحث عن الحقيقة ومزج العلم بالإيمان، كما أسس مسجدًا ومجمعًا خيريًا يحمل اسمه بالجيزة، يضم مستشفى وجمعية خيرية ومراكز بحثية، ليبقى الدكتور مصطفى محمود أحد أبرز رموز التنوير في مصر والعالم العربي.

وُلد مصطفى محمود في 27 ديسمبر 1921 بقرية ميت خاقان التابعة لشبين الكوم بمحافظة المنوفية، منذ طفولته عشق الموسيقى وتعلم العزف على العود وقراءة النوتة الموسيقية، كما انشغل بالتجارب العلمية والاختراعات مع أصدقائه. 

التحق بكلية الطب وتخصص في الأمراض الصدرية، حتى أطلق عليه زملاؤه لقب "المشرحجي" لشغفه بتشريح الجثث الذي ساعده في دراسته، لكنه سرعان ما تخلى عن مهنة الطب ليتفرغ للكتابة والبحث والفلسفة.

ترك مصطفى محمود إرثًا فكريًا وأدبيًا يضم نحو 89 كتابًا متنوعًا بين العلمي والفلسفي والديني والاجتماعي والسياسي، إضافة إلى القصص القصيرة والمسرحيات وقصص الرحلات. ومن أبرز مؤلفاته: 55 مشكلة حب، رحلتي من الشك إلى الإيمان، حوار مع صديقي الملحد، الله، الروح والجسد، لغز الموت، ورأيت الله، كما كتب مجموعات قصصية مثل الذين ضحكوا حتى البكاء ورائحة الدم وشلة الأنس، إضافة إلى أعمال مسرحية منها الإسكندر الأكبر والإنسان والظل.

إلى جانب عطائه الأدبي والفكري، أسس عام 1979 مسجد مصطفى محمود في الجيزة، الذي ضم مستشفى خيري، وجمعية خيرية كبرى تحتوي على مراكز طبية وبحثية في الطب البديل والعلاج الطبيعي، إلى جانب أربعة مراصد فلكية ومتحف للجيولوجيا، كما أنشأ مركزًا طبيًا آخر أسماه الكوثر.

نال الدكتور مصطفى محمود جائزة الدولة التقديرية عام 1995 تقديرًا لإسهاماته الفكرية، وظل رمزًا للتنوير والبحث عن الحقيقة حتى رحيله في 31 أكتوبر 2009 عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد رحلة ثرية بالعطاء جمعت بين العلم والإيمان.