ساعات حاسمة في غزة.. ترقب للمقترح الأمريكي وسط ضغوط وانقسامات إسرائيلية
يترقب قطاع غزة ساعات حاسمة في ضوء المقترح الأمريكي الرامي إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسط حالة من الغموض بشأن مواقف الأطراف المعنية، إذ لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حركة "حماس" أو من الجانب الإسرائيلي، رغم أن ملامح المواقف بدأت تتضح في الأفق.
وأكدت حركة "حماس" أنها لم تتسلم بعد المقترح الأمريكي الخاص بإنهاء الحرب في غزة، مما ينفي صحة ما نشره الإعلام العبري حول موافقة الحركة على المقترح بضغوط قطرية، بصفتها أحد الوسطاء في مفاوضات التهدئة.
وأوضحت حماس، أن المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذتها إسرائيل في الدوحة، مبدية استعدادها لدراسة أي مقترحات بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية.
وفي المقابل، يترقب أن يُكشف الموقف الإسرائيلي من المقترح الأمريكي خلال اللقاء المرتقب غدًا الاثنين في واشنطن، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتشير التجارب السابقة، خصوصًا خلال الشهرين الماضي والجاري، إلى أن "حماس" تبدي مرونة مع الوسطاء، ما يجعلها أقرب إلى قبول المقترح الذي طرحه ترامب لأول مرة خلال اجتماعه مع قادة دول عربية وإسلامية الأسبوع الماضي.
غير أن التقديرات ترجح بالمقابل أن تل أبيب لن تفوت الفرصة لإفشاله، في ظل إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة الحرب، باعتبارها أداة تخدم أجندتها الاستيطانية والتوسعية.
في هذا السياق، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن معظم بنود الخطة الأمريكية تبدو مناسبة لتل أبيب، غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب في إدخال تعديلات عليها قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي ترامب، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتشير التجارب السابقة في مفاوضات التهدئة، التي انتهت دون نتائج، إلى أن نتنياهو اعتاد طرح شروط تعجيزية تدفع حركة "حماس" إلى رفضها، ليستخدم ذلك ذريعة لمواصلة الحرب.
وقد أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن مصادر، بأن نتنياهو، سيماطل بالقبول بالمقترح الأمريكي، حيث قد يطلب من واشنطن وقتًا لتعديل مقترحها بشأن غزة.
وحسب إعلام عبري، فإن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير يحثان نتنياهو على عدم وقف الحرب.
وكانت خشية نتنياهو من انسحاب هذين الرئيسين من الحكومة، ما يؤدي إلى سقوطها، السبب الأبرز في عمله على عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار التي عقدت في خضم الحرب المتواصلة منذ قرابة عامين.
وصرح بن جفير، أمس: "سيدي.. رئيس الوزراء: ليس لديك تفويض بإنهاء الحرب دون هزيمة حماس بشكل مطلق".
وفي المقابل، أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة، نتنياهو، بأن "أبواب الجحيم ستفتح عليه في إسرائيل إذا لم يعد من الولايات المتحدة بصفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة"، حسب قولهم.
وإن كان نتنياهو يخشى من أن يؤدي قبول المقترح الأمريكي لسقوط حكومته، فقد عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، توفير "شبكة أمان" له في الكنيست تخدم مساعي إبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن 53 بالمائة من الإسرائيليين يدعمون خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة، مقابل 17 بالمائة أعلنوا رفضهم لها.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 41 بالمائة من ناخبي أحزاب الائتلاف الحكومي أيّدوا الخطة، بينما عارضها 33 بالمائة منهم، وفي المقابل، أبدى 72 بالمائة من أنصار أحزاب المعارضة تأييدهم الكامل لمبادرة ترامب، مقابل 4 بالمائة فقط عبّروا عن رفضهم.
وتقوم الخطة الأمريكية بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة بشكل أساسي على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حركة حماس، ووقف دائم لإطلاق النار في غزة، وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل، حسب إعلام عبري.
وتشمل الخطة تشكيل إدارة لما بعد الحرب لا تضم حركة حماس، وإنشاء قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنودًا من دول عربية وإسلامية، إضافة إلى توفير تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وتسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمرة على القطاع، أسفرت عن أكثر من 232 ألف شهيد وجريح، فضلًا عن دمار واسع ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميًا.