نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط التابع لقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع سفارة مملكة النرويج بالقاهرة ومؤسسة سنوهتا للعمارة، محاضرة بعنوان: "من أوسلو إلى الإسكندرية: التصميم من أجل الناس والكوكب - إبداع بيئات تُلهم الحوار والتشارك"، بحضور إريك هوسم، سفير النرويج في القاهرة، ونخبة من المعماريين والدبلوماسيين والمهتمين بالتصميم المستدام في إطار التعاون الثقافي المستمر بين مصر والنرويج.
رحّبت الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، بالنيابة عن الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بالحضور في الفعالية، مؤكدة أن المكتبة تمثل بوابة للتواصل بين الثقافات المختلفة ومنارة لتبادل الأفكار والمعارف بين الشعوب.
وأشارت إلى أن التعاون بين اليونسكو والدولة المصرية أثمر عن فوز مكتب سنوهتا النرويجي بتصميم المكتبة الجديدة، الذي أصبح منذ ذلك الحين أحد أبرز المكاتب المعمارية العالمية المنفذة للمشروعات الكبرى حول العالم، موضحة أن العلاقة بين مصر والنرويج تتجاوز المعمار إلى شراكة فكرية وثقافية تقوم على الاحترام المتبادل، ولافتة إلى أن تصميم المكتبة يجسد روح الابتكار وعبقرية التصميم المعماري الذي يتجاوز الأزمنة.
من جانبه، أعرب إريك هوسم، سفير النرويج في القاهرة عن سعادته بالتواجد في مكتبة الإسكندرية التي وصفها بأنها منارة للعلم والمعرفة وملتقى للحضارات منذ تأسيس المدينة القديمة، مشيدًا بالدور الذي تقوم به المكتبة الجديدة في استمرار تلك الرسالة بروحها المعاصرة.
وأكد السفير دعم بلاده لهذه المحاضرة التي تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي وبناء الجسور بين الشعوب، مشيرًا إلى تطلعه لشراكات مستقبلية بين مكتبة الإسكندرية ومكتب سنوهتا لإقامة مشروعات تحقق التنمية المستدامة.
وتحدث مارتن جران، ممثل مكتب سنوهتا، عن قصة تأسيس المكتب الذي استمد اسمه من جبل شهير في النرويج، موضحًا أن تصميم مكتبة الإسكندرية كان أول مشروع كبير لهم ومنه انطلقت مسيرتهم التي شملت تصميم ثلاثة عشرة مكتبة حول العالم، ومضيفًا أن أول تقرير عن الاستدامة في مجال العمارة صدر عام 1987، ومنذ ذلك الحين أصبح المفهوم جزءًا أساسيًا في فلسفة المكتب.
وأشار "جران" إلى أن المكتب يؤمن بضرورة "التفكير بكل الحواس" وتحويل الأفكار إلى مشروعات ملموسة، داعيًا المهندسين المعماريين إلى البدء بالحوار قبل وضع التصميمات. كما استعرض عددًا من المشروعات المميزة للمكتب، من بينها تصميم العملات الورقية النرويجية، ومشروع بحثي يعتمد على نظام تدفئة صديق للبيئة، ومبانٍ سياحية في الجبال، إلى جانب مشروع جديد من المقرر افتتاحه العام المقبل وهو مكتبة في الولايات المتحدة تحقق مبادئ الاستدامة وتدمج بين العمارة الحديثة والمباني التاريخية في داكوتا.
وأشار كذلك إلى مشروع إقامة دار أوبرا مفتوحة في الهواء الطلق في الرياض ضمن استراتيجية الدولة السعودية لدعم الفنون والثقافة، إلى جانب تصميم محطة مترو في المدينة نفسها.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن مكتبة الإسكندرية تظل رمزًا للتفاعل الإنساني، قائلاً إن المكتب يحرص دائمًا على أن تكون مشروعاته "في خدمة الناس"، كما عرض صورًا من المعرض الذي أقيم في أوسلو بمناسبة مرور عشرين عامًا على افتتاح المكتبة والذي حظي بإقبال واسع حيث زاره أكثر من ألفي شخص.