رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"الأعلى للثقافة" يناقش دليل أخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي

29-9-2025 | 12:09


جانب من الندوة

دعاء برعي

عُقدت مساء أمس الأحد الموافق 28 من شهر سبتمبر الجارى ندوة بعنوان: "دليل أخلاقيات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجال البحث العلمى"، وذلك ضمن إطار منتدى ثقافة الطفل، الذى ينظمه المركز القومى لثقافة الطفل، التابع للمجلس الأعلى للثقافة، وذلك تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أشرف العزازى،  وأدار النقاش أحمد عبد العليم مدير المركز القومى لثقافة الطفل، وشارك فى الندوة الدكتور حسام لطفى؛ أستاذ القانون المدنى بكلية الحقوق بجامعة بنى سويف، والدكتورة أمانى جمال مجاهد؛ أستاذة المكتبات والمعلومات بجامعة المنوفية، والمهندس زياد عبد التواب؛ مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمى.

  
وأوضح أحمد عبد العليم، مدير المركز القومى لثقافة الطفل، أن أهمية هذا الموضوع المطروح فى الندوة تكمن فى التطور المتسارع الذى باتت تقدمه تطبيقات الذكاء الاصطناعى، الأمر الذى يشهد بدوره حضورًا مذهلًا فى مختلف المجالات، وهو ما صار يفرض علينا ضرورة بحث انعكاساته على الثقافة والتربية، وصياغة رؤى مستقبلية للتعامل معه بصورة مفيدة، تُعلى من القيم الإنسانية والأخلاقية ولا تتجاوزها، وأشار إلى أن المركز القومى لثقافة الطفل فى ذات الإطار عمل على إطلاق مبادرة بعنوان: "يوم بلا شاشات"، بهدف تشجيع الأطفال والنشء على الابتعاد عن الجلوس المفرط أمام الشاشات والأجهزة الذكية، وتوعيتهم هم وأسرهم بأهمية تطبيق الاستخدام الرشيد لتطبيقات التكنولوجيا، مع إتاحة بدائل أخرى من أنشطة ثقافية وتوعوية ورياضية مفيدة مثل القراءة، وزيارة المتاحف والمكتبات، وممارسة الرياضة والهوايات المختلفة، ورعاية الحيوانات الأليفة، بما يسهم فى ترشيد استهلاك الوقت وتنمية وعى الأجيال الجديدة.

من جهته أكد الدكتور حسام لطفى أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، موضحًا دوره المتنامى فى حياتنا اليومية، وتابع مشيرًا إلى أنه بات وسيلة تسهّل عمليات التسوق وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع والفنون، مستشهدًا بإبداع الذكاء الاصطناعى لأغنية من لا شىء، بداية من كتابتها وتلحينها وكذلك غنائها، إضافة إلى تأليفه لقصة قصيرة وصلت إلى القائمة القصيرة فى مسابقة أدبية باليابان.

وأوضح لطفي  أن الذكاء الاصطناعى على الرغم من كونه قوة مذهلة، سيُروَّض فى النهاية كأداة من أدوات الإنسان، وقد يشكّل إحدى المراحل الحتمية فى حياتنا، وانتقل إلى البعد القانونى، لافتًا إلى أن ميلاد الشخصية القانونية بانفصالها عن أمها قد يجعل فكرة انتهائها مهددة فى ظل وجود الذكاء الاصطناعى، وهو ما يطرح إشكالية مستقبلية حول حدود الشخصية القانونية والكيانات المستقلة، وأشار إلى تطورات العملات المشفرة، حيث عكف بنك الشعب الصينى على إصدار عملة مشفرة وطنية، موضحًا أن القانون المصرى يجيز للبنك المركزى أن يصدر عملة مشفرة، وفى مختتم حديثه أكد أن القادم فى عالم التقنية سيكون أكثر إبهارًا، لكنها تبقى أدوات فمهما بلغت من قوة يمكن ترويضها لخدمة الإنسانية.

فيما أشار المهندس زياد عبد التواب إلى الحاجة الماسة لإطار أخلاقى وقانونى ينظم التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعى، موضحًا أن أًى تقنية جديدة تمر فى بداياتها بقدر من الفوضى، قبل أن تأخذ مسارها نحو المزيد من التنظيم، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًا بطبيعة الحال، وأشار إلى أن 30 نوفمبر 2022 مثَّل تاريخًا فارقًا مع إطلاق شركة OpenAI لأحد أهم نماذج الذكاء الاصطناعى، مما فتح الباب أمام حقبة جديدة فى هذا المجال، واستعرض مستويات تطور الذكاء الاصطناعى، وهى:

مستوى تعلم الآلة (Machine Learning): حيث يتم منح الآلة تعريفًا لكل شىء.
مستوى التعلم العميق (Deep Learning): الذي يسمح بتطوير قدرات أكثر تعقيدًا.
الذكاء الاصطناعى التوليدى (Generative AI): القادر على إنتاج نصوص وصور وأعمال إبداعية.
الذكاء الاصطناعى التوكِيلى (Agentic AI): حيث تصبح الآلة قادرة على أداء مهام متعددة بشكل مستقل.
الذكاء الاصطناعى العام (AGI): وهو المستوى الأعلى، حيث يماثل الذكاء البشرى في القدرة على التعلم والتفكير.

وتحدثت الدكتورة أمانى جمال مجاهد، عن أن أهمية هذا الدليل تنبع من أهمية البحث العلمى وضرورة الحفاظ على العقل البشرى والمصداقية، إذ يُعد العقل أثمن ما يمتلكه الإنسان ويجب صونه عبر التفكير والعمل والإبداع فى الأمور النافعة، ومن هنا جاءت الحاجة إلى دليل يرسخ مبدأ حماية البحث العلمى والعقل البشرى من الممارسات غير المنضبطة، وأكدت أن الاتحاد العربى تبنى هذا الدليل كمعيار أخلاقى وإرشادى للبحث العلمى، مع التشديد على أهمية الاستعانة بالأدوات الذكية، ووضع إرشادات واضحة للباحثين سواء من خلال تعريفهم بالتطبيقات الحديثة أو عبر ضوابط تنظّم استخدامها، وقد أوصى الدليل بأن تعمل الجامعات ومراكز البحوث على تعريف الباحثين بتطبيقات الذكاء الاصطناعى باعتبارها شريكًا محدودًا، مع التزام المؤسسات البحثية بمتابعة هذه التطبيقات والتوعية باستخدامها الرشيد، مشددة على أن من أبرز التوصيات وضع ميثاق أخلاقى داخل مؤسسات البحث العلمى يلزم منسوبيها بضوابط دقيقة عند استخدام هذه الأدوات فى الرسائل العلمية والأبحاث المقدمة للترقى، وفى مختتم حديثها، لفتت الدكتورة أمانى جمال مجاهد إلى ضرورة رفع مستوى الوعى لدى الشباب والإناث بشكل خاص، محذرة من خطورة نشر أى صور شخصية على منصات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وذلك فى إطار تعزيز مفاهيم الأمن السيبرانى وحماية الخصوصية الرقمية.