رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مهرجان مسرح الهواة 21.. فرقة البسمة تقدم «عصا موسى»

29-9-2025 | 14:00


لجنة ندوات مهرجان مسرح الهواة

همت مصطفى

شهد مسرح السامر بالعجوزة، العرض المسرحي «عصا موسى» أول عروض مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، «دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور»،  وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى 3 أكتوبر المقبل. 

 العادات والمعتقدات في الصعيد

والعرض لفرقة البسمة لخدمات المعاقين والأيتام وتنمية المجتمع، وتدور أحداثه حول العادات والمعتقدات في الصعيد، من خلال رؤية درامية تبرز الصراع على العصا بين «موسى» وأبنائه، وما ينتج عنه من نزاعات دموية وتوترات إنسانية تؤثر سلبا على المجتمع.

 حضور العرض .. رياض الخولي ومسعود شومان
 
قدم العرض بحضور الفنان رياض الخولي، رئيس المهرجان، الشاعر دكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، دكتور إسلام زكي، رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية، ولجنة التحكيم المكونة من د. عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.

أوضح المخرج محمد مصطفى أن العرض يستند إلى التراث الشعبي من خلال مناقشة قضايا متجذرة في المجتمع الصعيدي، مثل الثأر وقضية الشرف. 
 

وأشار إلى أن الأحداث تدور حول الصراع على العصا التي ترمز إلى القوة والسيطرة، بين ثلاث شخصيات أساسية: الأولى تمثل الإنسان الصالح المتدين الذي يزهد في الدنيا ويسعى للسلام، والثانية تجسد المتعلم الحكيم الذي يوازن الأمور بعقله، أما الثالثة فهي شخصية شريرة تسعى للسيطرة بالقوة.

وأضاف أن شخصية «موسى» في العرض تجسد القسوة والشر، إذ يأمر ابنه بقتل ابنته حفاظا على ما يعتبره شرف العائلة، مؤكدا أن العادات والتقاليد قد تكون أحيانا أشد قسوة من أي سلاح، فهي قادرة على قتل الإنسان معنويًا أو ماديًا.

وعن رؤيته الإخراجية قال: «انطلقت من فكرة أن غياب الحب يولد الشر والصراع، مشيرا إلى أن شخصية «صفية» تمثل رمز الحب في العمل، حيث تقع في حب الشاب «مرعي»، لكن عادات العائلة تقف عائقا أمام زواجهما، لتبدأ بذلك رحلة الصراع.

من ناحيته، أوضح الكاتب رضا عواد أن النص يعد تجربة حياتية بالأساس، إذ استلهم أحداثه من الواقع الذي شاهده في الصعيد، حيث ما زال يحرم على بنات العائلات ذات الأصول الرفيعة الزواج من خارجها.
 

وأشار إلى أن جوهر النص يقوم على فكرة أن العادات في بعض مناطق الصعيد ما تزال تفرض سطوتها على رقاب الناس، فتتحول إلى أداة قمع تتحكم في مصائر الأفراد.

أما الفنان محمد المغازي أوضح أن الرسالة الأساسية للعرض تتمثل في أن الاختيارات الخاطئة قد تؤدي إلى نتائج مدمرة، حتى وإن كانت النية الحفاظ على ما هو قائم.
 

وأضاف أن اسم العرض حمل دلالة رمزية معاكسة للقصة الدينية الشهيرة؛ فبينما كانت عصا سيدنا موسى رمزا للمعجزة والنجاة، تتحول في المسرحية إلى رمز للسلطة التي جلبت الدمار وسفك الدماء، ليس على عائلة موسى وحدها، بل على المجتمع المحيط بها أيضا.

وعن دوره قال: أجسد شخصية «موسى»، كبير البلد وعمدتها، الذي حينما شعر بالمرض واقتراب النهاية، قرر أن يسلم عصا الحكم «العمودية» لأحد أبنائه، حتى لا تنشب صراعات بينهم بعد رحيله أو تنتقل السلطة إلى غريب.
 

وأضاف أن «موسى» كان يتمنى أن يجتمع في أحد أبنائه كل الصفات الإيجابية، لكن الواقع فرض عكس ذلك.

فريق العرض المسرحي «عصا موسى»

«عصا موسى» بطولة: أنس عماد الدين، عبد الله رفعت، ندى طلعت، سيف مرسي، هنا أمين، منير سيد، منة توفيق، عاصم ترك، عصفورة، محمد مغازي، وصفا الهلالي، ماكياج وملابس محمد شاكر، مؤلف موسيقى صفا الهلالي، منفذو الديكور منة ناصر، ميادة محمد، حبيبة محمد، روضة منصور، شهد شمس، ونورهان مصطفى، مساعدو الإخراج نور سيد، رودينا، منة ناصر، زياد، ومخرج منفذ أدهم صفوت.
 

الندوة النقدية

أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، وشارك بها الفنان د. هاني كمال، والناقد د. طارق عمار.

استهل "خميس» حديثه موضحا أن الرؤية الإخراجية للعرض اعتمدت على تنوع الأماكن داخل المشهد، بما يعكس اختلاف المستويات الاجتماعية والثقافية داخل الأسرة.
 

وأضاف أن الأداء التمثيلي جاء موفقا، وأن الحركة المسرحية ارتبطت بخطوط الشخصيات الدرامية بشكل متناغم، وهو ما جعل التجربة متماسكة وأكثر قربا من وجدان المتلقي.
 

كما لفت إلى تميز شخصية الابن "ريان» الذي اعتبر تفوقه علامة فارقة بين زملائه، مشيدا في الوقت نفسه بتصميم الملابس التي جاءت متناسبة مع طبيعة الشخصيات وتطور الأحداث.

من ناحيته، أوضح الدكتور طارق عمار أن على المخرج عند اختياره لنص مسرحي أن يحدد أحد سببين: إما أن يكون النص قد حرك داخله قضية وجد أنها بحاجة إلى المناقشة، أو أن يكون قد منحه صورة فنية يستطيع من خلالها تقديمها على خشبة المسرح. 
 

وبين أن الحدث المركزي في العرض يتمحور حول توريث العصا باعتبارها رمزا للسلطة والانتقال بين الأجيال، وهو ما شكل الصراع الرئيس للعمل.

وأضاف أن الديكور لعب دورا مهما في توضيح جغرافية المكان، وساعد في توظيف الأحداث لخدمة العرض بشكل جيد، أما الشخصيات ظهرت بعضها بصورة نمطية، مثل شخصية الأم التي لم يكن لها تأثير فعلي في مجريات الأحداث، وشخصية الحبيب التي بدت قريبة من شخصية  «روميو» في رواية روميو وجولييت، وفي المقابل، قدم العرض شخصيات أخرى عكست صراعات اجتماعية ونفسية متعددة، كشخصية الابن «ريان» التي مثلت شخصية محورية تحمل أبعادا نفسية معقدة.

وأعرب دكتور هاني كمال عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الندوات هو الاستفادة من تنوع الرؤى النقدية، وأكد أن الاستماع الجيد والوعي بالملاحظات من شأنهما أن يجعلا التجارب المسرحية القادمة أكثر نضجًا وتميزا،  كما أن الفنان إذا أراد الاستمرار في مجاله فعليه أن يتقبل النقد ويستفيد منه، موضحا أنه يحرص على الاستماع إلى آراء النقاد والمتخصصين مهما كانت قاسية، لأنها تسهم في تطوير التجارب المقبلة.

«مهرجان مسرح الهواة»

يقام «مهرجان مسرح الهواة»  بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويديره عبير رشيدي، ويونس شعبان مقررًا،  ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.

وتتواصل الفعاليات مساء اليوم الاثنين، بتقديم عرضين مسرحيين، الأول بعنوان «آخر مشهد في الحدوتة»، لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، تأليف مؤمن عبده وإخراج كمال الدين كمال، ويعرض في السادسة مساء، يليه «زائر الثانية عشر» لفرقة جمعية رعاية الثقافة والفنون بقصر ثقافة الزقازيق، تأليف وإخراج أحمد عبد الرازق، ويعرض في الثامنة مساء، ويعقبهما ندوة نقدية.

ويعد المهرجان أحد أبرز المهرجانات المسرحية التي تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيمها بشكل سنوي، ويستهدف تقديم العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال عام، لتشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على خوض منافسة إبداعية بناءة في مختلف أقاليم مصر.