أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة تتطلب مقاربات مسؤولة وواقعية للمشاكل التي تعترضه بعيدا عن المزايدات والحسابات الانتخابية لأن مصلحة البلاد العليا تسمو على أي مصالح أخرى.
جاء هذا خلال استقبال عون، اليوم الاثنين، وفد "الجامعة العربية المفتوحة" التعليمية برئاسة الدكتورة يارا عبد الله، في قصر بعبدا .
وقال عون إن "السلم الأهلي يبقى اسمى من أي اعتبارات، ومن واجبات الجيش والقوى الأمنية المحافظة عليه وهم يقومون بواجباتهم كاملة تحقيقا لهذا الهدف الذي بات خطا أحمر، لأنه لولا سهر الجيش والقوى الأمنية على أمن المواطنين وسلامتهم وحماية المجتمع اللبناني بكل مكوناته لما استعاد لبنان أمانه واستقراره، ولما كنا اليوم معا ولا كان لبنان موجودا.. الجيش والقوى الأمنية يعملون بتنسيق كامل وتعاون مطلق، ويكافحون الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والمهمات الأمنية الموكلة إليهم بالتزام ومسؤولية من هنا ليس من المقبول أن يصوب أحد على الجيش والقوى الأمنية لأنهم خط أحمر " .
وجدد عون التأكيد على أهمية الاستثمار في الرأس مال البشري الذي يتميز به لبنان بفضل مستواه العلمي والأكاديمي، وهو ما يثبته دور أبنائه ومساهماتهم في دول الاغتراب وما يشكل مصدر اعتزاز له .
وأشار إلى أنه يمكن لكل الموارد الطبيعية أن تنضب؛ إلا الرأس مال الفكري والبشري، مشددا على ضرورة وجود إدارة سليمة للاستثمار فيه، وعلى أهمية مكافحة الفساد في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، مؤكدا أن لقاءاته في نيويورك كانت ناجحة جدا بخلاف ما يتم الإيحاء به في بعض الوسائل الإعلامية .
وقال لأعضاء الوفد إن "الأمور تسير على الطريق الصحيح، ثقوا واطمأنوا وحافظوا على إيمانكم الكبير بلبنان"، وطمأنهم إلى وجود مؤشرات إيجابية على مختلف الأصعدة، متحدثا عن مؤشر اليوروبوند الذي ارتفع إلى 20 %، وتحسن تصنيف الليرة عالميا، بالإضافة إلى ما سجله موسم السياحة في لبنان بوصول مليون و700 ألف لبناني وغير لبناني بحسب إحصاءات الأمن العام في ظل استقرار أمني موصوف .
وختم "عون" بتجديد تصميمه على تنفيذ خطاب القسم، مؤكدا أهمية النقلة النوعية التي تحققت في لبنان منذ تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن ما كان يعانيه البلد على مدى 40 سنة لا يمكن أن يعالج بين ليلة وضحاها .