اليوم الدولي للترجمة.. المترجمون صناع الجسور بين الحضارات
يحتفي العالم في كل عام من يوم الثلاثين من سبتمبر، باليوم الدولي للترجمة تلك المناسبة الثقافية والفكرية التي تعد بمثابة تقديرًا لدور المترجمين الذين يعملون خلف الكواليس لبناء جسور تواصل بين الشعوب واللغات، واختير هذا اليوم رسمياً بعد أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو 2017، تكريمًا للمترجمين المحترفين ودعمًا للحوار بين الثقافات.
خاض الإنسان رحلة شاقة في التواصل مع الآخرين من الثقافات المختلفة، حيث تعددت اللغات ولكن ظل المترجم هو حلقة الوصل بين العقول والثقافات، وجعل العالم في قرية صغيرة واحدة، المترجم ليس مجرد ناقل للكلمات من لغة إلى أخرى، بل هو صانع معنى والمهندس الذي ربط الشعوب ببعضها.
رفاعة رافع الطهطاوي
ففي العالم العربي، يبرز اسم رفاعة رافع الطهطاوي الذي يُلقب بـ"شيخ المترجمين"، إذ قاد مشروع الترجمة في مدرسة الألسن، وأشرف على نقل مئات الكتب من الفرنسية إلى العربية، وكان كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" علامة فارقة في أدب الرحلات والترجمة الثقافية، لم يكن الطهطاوي مجرد ناقل للنصوص، بل كان مصلحًا ومبدعًا أوجد مصطلحات جديدة، وفتح باب النهضة الفكرية الحديثة في مصر والعالم العربي.
سامي الدروبي
كما يبرز في التراث العربي الحديث اسم سامي الدروبي الذي ارتبط بترجمة أعمال الأديب الروسي دوستويفسكي كاملة إلى العربية بلغة رصينة وثرية.
صالح علماني
ويُعد صالح علماني أيقونة الترجمة عن الإسبانية، إذ قدم ترجمات شهيرة لأعمال ماركيز وإيزابيل الليندي ولوركا، وأغنى المكتبة العربية بأدب أميركا اللاتينية، كـ"مائة عام من العزلة" و"ساعي بريد نيرودا" و"حصيلة الأيام".
منير البعلبكي
أما المترجم اللبناني منير البعلبكي، مؤسس دار العلم للملايين، إذ ارتبط اسمه بترجمة نصوص أدبية شكلت وجدان أجيال، من بينها "كوخ العم توم"، و"البؤساء" لفيكتور هوغو، و"أوليفر تويست" لتشارلز ديكنز، و"المسخ" لفرانز كافكا.
كما ألف أعمالاً موسوعية بارزة مثل "موسوعة المورد"، أحد أهم المعاجم اللغوية التي لا تزال مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب.