رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اليوم الدولي للترجمة.. رفاعة الطهطاوي شيخ المترجمين وباني جسر مصر إلى الحداثة

30-9-2025 | 08:24


رفاعة رافع الطهطاوي

فاطمة الزهراء حمدي

في كل عام، ومع حلول اليوم الدولي للترجمة في 30 سبتمبر، تتناثر أوراق الصفحات المضيئة بنور المعرفة التي أتى بها شيخ المترجمين رفاعة رافع الطهطاوي كمنارة تهدي العقول، الطهطاوي ليضيء كأحد أبرز رواد الترجمة في التاريخ العربي الحديث، حيث لعب دورًا محوريًا في نقل المعارف والعلوم والفلسفات من الغرب إلى مصر في القرن التاسع عشر، ليصبح بحق "شيخ المترجمين" وباني الجسر الأول بين الثقافتين.

 

رفاعة رافع الطهطاوي

ولد رفاعة رافع الطهطاوي عام 1801 في مدينة طهطا بصعيد مصر، وتخرج في الأزهر الشريف، ثم أُرسل إلى باريس إمامًا لبعثة طلابية عام 1826، ليجد نفسه أمام تجربة حضارية وفكرية مختلفة تمامًا، فدرس اللغة الفرنسية وآدابها وتعمق في العلوم الاجتماعية والسياسية، وعاد إلى مصر حاملًا مشروعًا إصلاحيًا يقوم على الترجمة والمعرفة.

 

أشرف الطهطاوي على مدرسة الألسن التي أسسها محمد علي عام 1835، وهناك تبلورت نهضة الترجمة الحديثة في مصر، إذ قاد فريقًا من المترجمين الشباب لنقل العلوم والآداب والفنون من الفرنسية إلى العربية، وخلال فترة عمله، تُرجمت مئات الكتب في الطب والهندسة والقانون والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، مما أسهم في تأسيس حركة معرفية واسعة النطاق.

 

ومن أبرز أعماله كتاب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" الذي لم يكن مجرد رحلة شخصية، بل نصًا تأسيسيًا في أدب الرحلات والترجمة الثقافية، إذ نقل فيه الطهطاوي صورة المجتمع الفرنسي وأفكاره وقيمه، محاولًا مقارنتها بالواقع المصري والعربي، كما تُنسب إليه ترجمات مبكرة لمؤلفات فولتير وروسو ومونتسكيو، ما جعل الفكر التنويري الأوروبي حاضرًا في مصر لأول مرة بهذا الوضوح.