على مسرح السامر بالعجوزة، قدم عرض «زائر الثانية عشر» ضمن فعاليات مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، "دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور »، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، حتى 3 أكتوبر المقبل. 

وعرض  «زائر الثانية عشر» لفرقة جمعية رعاية الثقافة والفنون بقصر ثقافة الزقازيق، تأليف وإخراج أحمد عبد الرازق.

 وتدور أحداث العرض حول «يونس»، طبيب نفسي، يقتحم عيادته أحد الأشخاص بشكل مفاجئ هربا من تهديد مجهول، ويوافق الطبيب على إيوائه لبضع ساعات بدافع الشفقة، ليبدأ بينهما حوار يكتشف من خلاله أنه أمام شخصية غريبة الأطوار.

حضور العرض ولجنة التحكيم

شهد العرض الفنان رياض الخولي، رئيس المهرجان، الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، المخرج محمد صابر مدير عام الإدارة العامة للمواهب، ولجنة التحكيم المكونة من د. عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.

لقاء مع فريق العرض المسرحي

قال الفنان وليد نبيل:  «إن العرض يطرح عدة قضايا بصورة مشوقة، ويكشف عن جميع الألغاز في المشهد الأخير،  وأشار إلى أن العرض يقدم أكثر من رسالة، أولها موجهة للآباء بضرورة الانتباه إلى طريقة تعاملهم مع بعضهم أمام أبنائهم، لما لذلك من أثر عميق قد ينعكس سلبا أو إيجابا على شخصية الطفل ومستقبله، أما الرسالة الثانية، فهي دعوة للرجال إلى معاملة المرأة – سواء كانت زوجة أو حبيبة – برفق واحترام، باعتبارها كائنا رقيقا يحتاج إلى المودة والاهتمام بعيدا عن أي قهر أو تسلط، بينما تمثلت الرسالة الثالثة في حث كل فرد على البحث في داخله عن الأسباب الحقيقية وراء عيوبه ومشكلاته، والسعي لعلاجها حتى لا تؤثر سلبا عليه أو على من حوله.

وعن دوره، أوضح أنه يجسد شخصية «يونس»، طبيب نفسي يعاني من اضطرابات نتيجة ضغوط كبيرة منذ طفولته، حيث تركت معاملة والده القاسية لوالدته أثرا عميقا بداخله انعكس على حياته الشخصية وعلاقاته بالآخرين.
وأضاف أنه لم يكتف بدور البطولة فقط، بل تولى أيضا تصميم ديكور العرض، محاولا من خلاله إبراز التناقضات والصراعات النفسية التي يعيشها البطل وما يمر به من ضغوط.

و قالت الفنانة لوجي حسام إنها تقدم شخصية مريضة تخضع للعلاج بسبب مشكلات أسرية، مشيرة إلى أن الدور معقد ويحمل سمات سيكوباتية تجمع بين الاضطراب والتلاعب، خاصة بعد أن تكتشف تفاصيل كثيرة من حياة طبيبها، فتبدأ في استغلالها للسيطرة عليه نفسيا.
وأضافت أن رسالة العرض بالغة الأهمية، إذ يسلط الضوء على قضية شديدة الحساسية هي المرض النفسي، مؤكدة أن كثيرين يعانون اضطرابات لكنهم يرفضون الاعتراف بها، بينما الاعتراف بالمشكلة يمثل الخطوة الأولى في طريق العلاج والتعافي.

فريق العرض المسرحي

«زائر الثانية عشر» بطولة: محمد صابر، وليد نبيل، كنزي جمعة، لوجي حسام، أحمد جدو، مصطفى عبد الشافي، عبد الله عصام، وكرم مارو.
تصميم ديكور وليد نبيل، إضاءة حسين علي، إعداد موسيقي مازن أباظة، كيروجراف محمد صابر، مساعد مخرج حسام عادل، ومخرج منفذ محمد سليم.

الندوة النقدية

أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، وشارك بها الفنان د. هاني كمال، والناقد د. طارق عمار.

أوضح "خميس" أن العمل يمثل تجربة خاصة في تناول القضايا النفسية والاجتماعية، حيث سعى المخرج إلى وضع الجمهور أمام رحلة عميقة داخل عقول الشخصيات وما تحمله من صدمات.

من ناحيته، أشار د. طارق عمار، أن العرض تطرق إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية وتعقيدا، وهي الاضطرابات النفسية والصدمات التي قد تصل أحيانا إلى الانتحار، موضحا أن المخرج تعامل مع النص برؤية تحاول الغوص في دواخل الشخصيات ودوافعها، بدلا من الاكتفاء بإظهار السلوكيات الخارجية.
وأضاف أن العرض كشف كيف يمكن للصدمة أن تبدأ منذ الطفولة، حين يشهد الطفل موقفا عنيفا أو قاسيا يترسخ في وعيه، ثم تتراكم الذكريات لتشكل دائرة مغلقة من الألم النفسي. 
وأوضح أن نجاح مثل هذه الأعمال يتطلب جهدا جماعيا من المخرج والممثلين، يقوم على دقة التفاصيل وتوزيع الأفكار والرسائل على المشاهد، ليخرج العمل متكاملا دون تكرار ويترك أثرا نفسيا وفكريا عميقا لدى الجمهور.

 وأكد د. هاني كمال أن العرض تميز بطاقة فنية صادقة، رغم بعض المبالغات في الأداء والحركة التي كان من الممكن تفاديها. وأشار إلى أن المسرح يحتاج إلى وضوح في الصوت والأداء يضمن وصول الرسالة للجمهور في جميع أرجاء القاعة دون إفراط أو استعراض زائد، قائلا: المتفرج يجب أن يشعر بقيمة حضوره إلى المسرح، وإلا سيظل يتساءل: لماذا لم أبق في بيتي؟.

«مهرجان مسرح الهواة» 

يقام «مهرجان مسرح الهواة» بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويديره عبير رشيدي، ويونس شعبان مقررا، ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.

عروض اليوم

وتتواصل الفعاليات اليوم الثلاثاء، بتقديم عرضين مسرحيين، الأول بعنوان «الخوف» لفرقة جمعية تنمية المجتمع المحلي بحي الكويت ببورسعيد، تأليف بكري عبد الحميد، وإخراج عمرو كمال، ويعرض في السادسة مساءً، يليه «بناقص نص» لفرقة جمعية رعاية الفنون والحفاظ على التراث بالسويس، تأليف محمد إبراهيم محروس، وإخراج محمود عثمان، ويعرض في الثامنة مساء، ويعقبهما ندوة نقدية.

ويعد المهرجان أحد أبرز المهرجانات المسرحية التي تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيمها بشكل سنوي، ويستهدف تقديم العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال عام، لتشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على خوض منافسة إبداعية بناءة في مختلف أقاليم مصر.

ة نقدية.