رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمين الهنيدي.. أيقونة الكوميديا الذي أضحك الملايين ورحل مثقلًا بالديون

1-10-2025 | 02:16


أمين الهنيدي

ندى محمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير أمين الهنيدي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ المسرح والسينما المصرية، والذي نجح في أن يترك بصمة خاصة جعلته حاضرًا في وجدان الجمهور رغم رحيله منذ سنوات طويلة، كان الهنيدي يمتلك قدرة نادرة على انتزاع الضحكات بخفة ظل طبيعية، لكنه عاش حياة مليئة بالتحديات، انتهت بوفاته في 3 يوليو 1986 بعد صراع مع المرض.

وُلد الهنيدي في المنصورة في أكتوبر عام 1925، ونشأ وسط أسرة بسيطة مكونة من ستة أبناء، حيث كان والده موظفًا في السجون، ما أجبر العائلة على التنقل بين المدن، تلقى تعليمه الأولي في الكتاب، ثم التحق بمدرسة شبرا الثانوية، وهناك انضم إلى فرقة التمثيل بالمدرسة.

ومع انتقاله إلى الجامعة التحق بكلية الآداب، لكنه لم يكمل دراسته بها وانتقل إلى كلية الحقوق، قبل أن يجد نفسه في معهد التربية الرياضية الذي تخرج فيه وعمل لاحقًا مدرسًا للتربية البدنية، وهو العمل الذي ظل مرتبطًا به حتى أثناء انشغاله بالفن.

بذور الفن ظهرت مبكرًا في شخصية الهنيدي، إذ كان مولعًا بالرسم والرياضة، قبل أن يتجه إلى المونولوج وتقليد الفنانين الكبار مثل إسماعيل ياسين. بدأ خطواته الفنية ككومبارس في فرقة نجيب الريحاني عام 1939، وشارك في مسرحية واحدة، لكنه لم يجد التشجيع الكافي من أسرته، فاستمر في الجمع بين الدراسة والعمل، نقطة التحول الكبرى في مشواره جاءت بعد عودته إلى القاهرة ولقائه بالفنان عبد المنعم مدبولي والكاتب يوسف عوف، حيث شارك معهما في البرنامج الإذاعي الأشهر آنذاك ساعة لقلبك، ليضع اسمه على خريطة الكوميديا المصرية.

رغم أن اسمه كان يُكتب في ذيل قائمة المشاركين، اعتبر الهنيدي ذلك حافزًا للاستمرار والتفوق، حتى أصبح نجمًا أساسيًا، انضم بعدها إلى فرقة تحية كاريوكا، حيث لعب أدوارًا مهمة مثل "الشيخ حسن" في مسرحية شفيقة القبطية، كما قدم شخصية "الشاويش رشوان" في مسرحية بلاغ كاذب، وكانت تلك التجربة سببًا في منحه الثقة بنفسه، ليبدأ مرحلة جديدة في المسرح والسينما.

شارك الهنيدي في أكثر من 40 فيلمًا، من بينها شفيقة القبطية، غرام في الكرنك، شنبو في المصيدة، أشجع رجل في العالم، وعش المجانين، بالإضافة إلى أعمال مسرحية تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور، منها حلمك يا شيخ علام، عائلة سعيدة جدًا، وسنة مع الشغل اللذيذ، امتاز بأداء كوميدي بسيط لكنه عميق، حيث كان قادرًا على تقديم الضحك في إطار إنساني يمس حياة الناس.

حياة أمين الهنيدي الشخصية لم تخلُ من المآسي، إذ عاش هاجس الموت منذ أن أخبره أحد العرافين بأنه سيمرض بمرض خطير ينهي حياته، وبالفعل، في بداية الثمانينيات أصيب بسرطان المعدة، وهو المرض الذي أبعده عن الفن وأثقل كاهله بالديون. عاش سنواته الأخيرة في صراع مع المرض، حتى أن أسرته اضطرت لجمع مبلغ 2000 جنيه لسداد تكاليف المستشفى لاستخراج جثمانه بعد وفاته.