رؤوف مصطفى.. فنان جمع القدر بين ميلاده ورحيله في اليوم نفسه
يوافق اليوم 1 أكتوبر ذكرى ميلاد ورحيل الفنان الراحل رؤوف مصطفى، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1940، ورحل أيضًا في اليوم نفسه عام 2017 عن عمر ناهز 77 عامًا، ليصبح واحدًا من القلائل الذين حمل لهم القدر مفارقة نادرة بأن يكون يوم ميلادهم هو ذاته يوم وفاتهم.
عُرف رؤوف مصطفى بعشقه للفن منذ طفولته، حيث كان يحلم دائمًا بالوقوف أمام الكاميرا، إلا أن نبرة صوته المميزة قادته في بداية حياته المهنية إلى العمل مذيعًا في هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" في لندن.
ورغم نجاحه في هذا المجال، ظل حلم التمثيل يطارده حتى عاد إلى مصر ليبدأ مشواره الفني بعد التحاقه بالمعهد العالي للسينما، ليصبح واحدًا من الوجوه البارزة التي وإن لم تتصدر أدوار البطولة المطلقة، فإنها تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة المشاهدين.
شارك الفنان الراحل في أعمال سينمائية عديدة، منها أفلام شكلت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية مثل القاهرة 30، معالي الوزير، ديل السمكة، بحب السيما، ليلة سقوط بغداد، الغيبوبة، صياد اليمام، الريس عمر حرب، حليم، ونمس بوند. كما قدّم أدوارًا مؤثرة في الدراما التلفزيونية عبر مسلسلات مهمة منها العائلة، أم كلثوم، للعدالة وجوه كثيرة، لحظات حرجة، عباس الأبيض، المصراوية، ليالي الحلمية، شيخ العرب همام، وبدون ذكر أسماء.
وعلى الرغم من أنه لم يلعب دور البطولة بشكل مطلق، إلا أن حضوره الفني ظل قويًا ومؤثرًا، خاصة عبر تجسيده شخصيات مركبة ومعقدة، من أبرزها شخصية الرجل الأرستقراطي ذي الميول المثلية في فيلم ديل السمكة، وهو الدور الذي أثار جدلًا كبيرًا وقت عرضه لكنه في الوقت نفسه أكد قدرته على تقديم شخصيات صعبة بشجاعة، هذا الدور منحه جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزة من المهرجان الكاثوليكي.
ولم تتوقف بصمة رؤوف مصطفى عند الأدوار المعاصرة، بل امتدت أيضًا إلى الأعمال التاريخية، حيث جسد شخصية نابليون بونابرت في مسلسل الأزهر الشريف منارة الإسلام عام 1982، كما قدم شخصية الشيخ بلقايد الهبري في مسلسل إمام الدعاة، وغيرها من الأدوار التي أضافت إلى رصيده الفني تنوعًا وتميزًا.
حصل الراحل خلال مشواره على عدد من الجوائز، من بينها جائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وجائزة المهرجان الكاثوليكي، عن أدائه في فيلم ديل السمكة، وبالرغم من أن مشواره الفني لم يضعه في مقدمة نجوم الشباك، إلا أنه كان حاضرًا دائمًا بأدائه المخلص وموهبته التي ميزته في كل دور جسده.
وفي الأول من أكتوبر عام 2017، وبينما كان يستعد للاحتفال بعيد ميلاده السابع والسبعين وسط أسرته، كان للقدر كلمة أخرى، حيث وافته المنية داخل منزله بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا يظل شاهدًا على موهبته وإخلاصه للفن.