حذر المخرج كريم الشناوي من خطورة تكريس فكرة "المظلومية" داخل الوسط الفني، معتبرًا أنها تهدد مستقبل الصناعة الإبداعية بأكملها، إذا تحولت إلى "قانون خطر" يستخدمه الجميع في مواجهة بعضهم البعض.
وكتب كريم الشناوي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن المظلومية إذا سيطرت ستؤدي إلى أزمات متكررة، موضحًا: "ممثل ما اتاخدش في أوديشن فيعتبر نفسه مظلوم ويضرب عن الطعام، مسئول يمنع فيلم بدعوى إنه اتظلم، أو جمهور ينكل بصانع أفلام لأنه شايف إنه اعتدى على قيم المجتمع أو هيبة الدولة".
وأكد أن جوهر القضية يتمثل في حماية حق المبدع في تقديم عمله الفني بلا قيود، مع ضمان حق أي جهة عرض في اختيار ما تقدمه دون ضغوط، مضيفًا: "السينما مش معركة حياة أو موت، هي في جوهرها حوار طويل وصعب، لكنه الوحيد اللي ممكن يحمي الفن من الانكسار".
ووجه الشناوي رسالة إلى الجيل الأصغر من الفنانين، قائلًا: "الفن بطبيعته عقد مع عدم اليقين، خطوة في طريق غامض مليان خيبات قبل النجاحات. اللي مش قادر يتعايش مع الفكرة دي، نصيحتي الخالصة: يبعد عن المجال، لأن طريق المظلومية هيكسر الفنان من جوه قبل بره".
وأشار المخرج الشاب إلى أن أزمة التوزيع في مصر واقع لا يمكن إنكاره، وأن الصناعة تحتاج إلى تطوير واسع، لكنه شدد على أن الحل لا يكمن في التصعيد أو اللجوء إلى المظلومية، وإنما في "توسيع مساحات العرض، وخلق فرص عادلة، والإيمان بأن الفيلم نفسه هو وسيلة المقاومة والإقناع الوحيدة التي تستحق".