رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فرقة جمعية "هنبدأ بينا" تقدم عرض «الجُحر» على مسرح السامر ضمن مهرجان مسرح الهواة

2-10-2025 | 17:19


عرض الجُحر

همت مصطفى تصوير محمد عدلي

قدمت فِرْقَة جمعية هنبدأ بينا، عرض «الجُحر»، على مسرح السامر بالعجوزة، ضمن مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين، «دورة الكاتب والفنان الكبير الراحل نجيب سرور»، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وعرض 
 «الجُحر» تأليف مروان عمر، وإخراج شادي نادر.

 والعرض «الجحر»  فيلم «ثمن الحرية» المأخوذ عن مسرحية «مونتسيرات» للكاتب الفرنسي إيمانويل روبلز، وأعدها للسينما نجيب محفوظ، كتب السيناريو طلبة رضوان والحوار لطفي الخولي ومن إخراج نور الدمرداش.

وتدور أحداث خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر، ليبرز دور المقاومة المصرية من خلال أبطال يقاتلون من أجل حرية وطن، ومدنيين يجدون أنفسهم فجأة رهائن في معركة لا تخصهم لكنها تحدد مصيرهم.

لجنة التحكيم

 وقدم العرض بحضور الفنان رياض الخولي، رئيس المهرجان، عبير رشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من دكتور عبد الناصر الجميل، الفنانة وفاء الحكيم، والمخرج عادل حسان.

وقال المخرج شادي نادر إنه اختار تقديم العرض انطلاقًا من سؤال:«هل يمكن أن يكون حصار النفس أشد قسوة من حصار الجيوش والمدافع؟، موضحًا أن العمل يمثل مرآة للصراع الإنساني العميق الذي يعيشه الأبطال الحقيقيون، أولئك الذين لا يبحثون عن مجد شخصي، بل يناضلون في صمت من أجل السلام، ويخوضون معاركهم الداخلية دون أن يشعر بهم أحد.

وعن رؤيته الإخراجية، أشار إلى أنه اعتمد على كسر الإيهام المسرحي من خلال مسرح شبه فارغ، وإضاءة جانبية حادة تجسد فكرة الحصار، مع استخدام موسيقى حية وانتقالات سريعة بين المشاهد.
كما لجأ إلى إسقاطات بصرية وصوت إذاعي قديم لتعميق الصلة بالواقع التاريخي، أما النهاية فجاءت مفتوحة لتترك للجمهور مساحة للتأمل وإعادة طرح الأسئلة.

وأوضح الفنان عبد الغني السعيد أنه يجسد شخصية «مارك»، ضابط بريطاني يعمل كجاسوس داخل صفوف المقاومة تحت اسم «يُوسُف»، شخصية مركبة، تتنقل بين مهام استخباراتية للتغلغل في شبكة المقاومة وكشف تفاصيلها، وهدفه الأساسي هو الوصول إلى قائد المقاومة طاهر شاهين، وكشف الخِطّة الكبرى لعناصر المقاومة المصرية.

أما الفنان محمد خروبه فأشار إلى أنه يؤدي دور «أنطونيو بروزيفل»، قائد الجيش البريطاني في مصر وقت الاحتلال، الذي يحاول الكشف عن تفاصيل عملية المقاومة، ويعتمد في ذلك على شبكة جواسيس من الإنجليز والخونة المحليين، وعلى أسلوب الضغط النفسي، مستغلًا شخصية «إبراهيم» الذراع الأيمن لقائد المقاومة، بالإضافة إلى احتجاز رهائن.
 

وأضاف أن العرض لا يقتصر على تصوير صراع المقاومة مع الاحتلال، بل يفتح بابا لتساؤلات إنسانية أعمق، أبرزها أن ما يبدو ظاهر قد لا يعكس الحقيقة، مؤكدًا أن الإنسان لا ينبغي أن ينخدع بالمظاهر، بل يبحث دائمًا عن الجوهر. 

ووضح الفنان جون مالوكا أنه يقدم شخصية إبراهيم باشا، الذي ترك خدمته لينضم إلى صفوف المقاومة، ليصبح الساعد الأيمن لقائدها، شخصية تجسد قيم الوفاء والثبات والإصرار، ورمز للتضحيات التي قدمها أبناء مصر في مواجهة الاحتلال.
وأشار أنه يشارك في المعركة الفاصلة التي تندلع بين المقاومة والجيش البريطاني بعد حصار«الجُحر»، الذي يختبئ فيه الثوار، وتنتهي بانتصار المقاومة.

«الجُحر» بطولة: أحمد هارون، أحمد عوض، أحمد مجدي، كيفين أيمن، نرمين غطاس، جرمين سامي، عادل عماد، فيرو عطا، أبانوب عادل، روجينا صفوت، مروان عمرو، عبد الغني السعيد، فادي محفوظ، جرجس الهواش، محمد خروبه، وچون مالوكا. 

وإكسسوارات روجينا صفوت، ملابس فيرو عطا، ديكور أحمد عوض، إضاءة واستعراضات شادي نادر، ماكياج نرمين غطاس، أداء صوتي أدهم الدسوقي، تأليف وتوزيع موسيقى جرجس الهواش، مساعدو الإخراج محمد خروبه وعبد الغني السعيد. 
الندوة النقدية

أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الناقد أحمد خميس، وشارك بها الفنان دكتور هاني كمال، والناقد د كتورطارق عمار.

أوضح «خميس» أن العرض تميز ببناء بصري قوي يقترب في تكوينه من المشهد السينمائي، حيث جرى توظيف الديكور الخشبي بذكاء لخدمة تطور الحدث الدرامي.
وأكد أن الممثلين كانوا على وعي كبير بأبعاد شخصياتهم، الأمر الذي جعل الأداء أكثر صدقا وتماسكا، مشيرًا إلى أن الحالة البصرية التي قدمت على خشبة المسرح بدت مناسبة لطبيعة النص.

و أشار الناقد طارق عمار إلى أن العرض يطرح تساؤلات إنسانية عميقة تجبر المتلقي على التفكير، من أبرزها: هل يمكن للإنسان أن يصمد دون اعتراف مهما اشتد الضغط عليه، أم أن الضعف البشري يجعله يستسلم؟
ونوه على ضرورة الالتزام بالتفاصيل التاريخية الدقيقة في مثل هذه العروض، لأن أي خطأ أو تجاوز قد يفهم على أنه حقيقة،  ويساهم من غير قصد في تزييف الوعي الجمعي.

وأضاف أن أي عمل درامي أو مسرحي يرتبط بمرحلة تاريخية أو يتضمن شخصيات أجنبية، يتطلب دقة في اختيار اللهجات والشخصيات بما يضمن المصداقية.
وتابع قائلا: «رغم هذه الملاحظات، اثبت الفريق المسرحي أنه يمتلك موهبة حقيقية، خاصة الممثلات أظهرن تميزا ملحوظًا وجاء أداؤهن أكثر إقناعًا.

و أكد الناقد كمال أن تجربة «الجُحر» كشفت عن طاقات شبابية مبهرة تستحق التشجيع، مشيرًا إلى أن ما قدمه الفريق يبشر بمستقبل قوي للمسرح إذا استمروا على هذا النهج.
وأضاف أن الفن يقوم على ثوابت ومتغيرات، فهناك قواعد مسرحية لا يمكن تجاوزها، لكن الإبداع يظل مساحة مفتوحة للتجريب، وهو ما ظهر بوضوح في العرض من خلال حيوية الشباب وجرأتهم.
واختتم حديثه موضحًا أن مسئولية الممثل لا تقتصر على تنفيذ تعليمات المخرج فقط، بل عليه أن يعي دوره كعنصر أساسي في إيصال الفكرة، ليكون فنانا يمتلك بصمته الخاصة.

«مهرجان مسرح الهواة»

يقام «مهرجان مسرح الهواة» بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر دكتور مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويونس شعبان مقررًا، ويشارك به هذا العام 9 عروض مسرحية تقدم مجانا للجمهور.

وتتواصل الفعاليات اليوم الخميس بتقديم عرضين لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، الأول بعنوان «جسور على الباب»، تأليف وإخراج أحمد رجائي، أما الثاني بعنوان «عهد السفليين»، تأليف محمد عيد وإخراج أحمد حداد، ويعقبهما ندوة نقدية.

ويعد المهرجان أحد أبرز المهرجانات المسرحية التي تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تنظيمها بشكل سنوي، ويستهدف تقديم العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال عام، لتشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على خوض منافسة إبداعية بناءة في مختلف أقاليم مصر.