رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف: لا بد من استعادة الصورة الكاملة للدين

2-10-2025 | 20:52


وزير الأوقاف

فاطمة الزهراء

وجه الدكتور ياسر ثابت، الكاتب والأكاديمي، سؤالين خلال الصالون الثقافي الذي تنظمه مؤسسة دار الهلال إلى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كان السؤال الأول حول تركيز الخطاب الديني على العبادات أكثر من المعاملات، رغم أن المعاملات هي التي تمس حياة الناس وتشكل الأولويات الحقيقية، أما السؤال الثاني فكان عن توجيه الجهد، هل ينصرف إلى محاربة غير المتدينين، أم إلى رفع الكفاءة وزيادة الوعي؟ مؤكدًا أن ما يراه هو أن الجهد الثقافي للوزارة ينبغي أن ينصب على زيادة الوعي.

وعقب الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، موضحًا أن الخطاب المتعلق بالتجديد في السنوات الأخيرة انصرف إلى التركيز على الإجراءات والشعائر، بينما الأهم هو أن ندرك أن الدين في جوهره يتكون من ثلاثة محاور متكاملة: "العبادات والشعائر، ثم الأخلاق والقيم والمعاملات، وأخيرًا العمران، الذي أمر الله به في قوله: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".

وأوضح الأزهري أن الثقافة الدينية في العقود الأخيرة اختزلت السيرة النبوية في بعض الشعائر، متجاهلة الجوانب الواسعة من الهدي النبوي المتعلقة بالعمل والحرف والمهن والعلاقات الاجتماعية، وهي الجوانب التي كتب فيها علماء كبار مثل الإمام الماوردي وغيرهم، وأكد أن هذا التغييب جعل بعض الناس يتصورون أن الدين بعيد عن مجالات الاقتصاد والعمران والتربية والمجتمع، بينما الحقيقة أن الدين جاء ليعمر الحياة كلها.

وأضاف الأزهري أن مواجهة مشكلات المجتمع لا تكون بالتركيز فقط على الطقوس، وإنما أيضًا بالتصدي لقضايا التحرش، وإهدار حقوق المرأة، والفساد في العمل، وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وغياب الأخلاق في المجال العام. وتابع: "أريد أن نوسع مفهوم الدين ليشمل الأمانة في العمل، والصدق في التعامل، ومواجهة الظواهر السلبية مثل التنمر والتحرش والتمييز".

وأكد وزير الأوقاف أن التدين الحقيقي لا يقتصر على المظهر أو أداء الشعائر فقط، وإنما يمتد ليعمر الأخلاق والعمران، ويعيد صياغة المجتمع على أسس من القيم الراسخة والوعي المستنير.

جاء ذلك خلال الصالون الثقافي الذي تنظمه مؤسسة دار الهلال بعنوان "الهلال.. 133 عامًا تنير دروب الثقافة"، بمشاركة فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ولفيف من كبار الكتاب والمفكرين والمثقفين.

وفي سياق متصل، قال وزير الأوقاف إن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى برنامج تدريبي يمتد لعامين لتأهيل جيل جديد يجمع بين الفقه وعلوم العصر.

وأشار وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري إلى أن قضية التجديد، وما يرتبط بها من جدل حول مصطلح "تجديد الخطاب الديني" أو الفكر الديني، تمثل هاجسًا عميقًا لدى الدولة والمجتمع. مؤكدًا أن الحديث عن التجديد هو في حقيقته "صناعة ثقيلة" تتطلب جهدًا مؤسسيًا ومعرفيًا واسعًا.

وأوضح الأزهري أن التجديد لا يقوم على الشعارات، بل يحتاج إلى تدريب نخبة من العقول المصرية النجيبة والمتعددة الثقافة، وذلك من خلال برنامج تدريبي مكثف وممتد لمدة عامين.