"حروب مصر في الوثائق الإسرائيلية" و"صائد الدبابات" و"أمراء البحار".. جديد إصدارات قصور الثقافة
ضمن احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة تحت شعار "وفرحت مصر"، تحتفي الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بهذه الذكرى الوطنية الغالية بإصدار مجموعة من الكتب على مدار شهر أكتوبر الحالي، في سلسلة "العبور".
صائد الدبابات
ويصدر عن السلسلة كتاب "صائد الدبابات"، للمؤرخ العسكري أحمد علي عطية الله، وجاء بغلافه: من أهم ما ميز معركة العبور التنسيق الدقيق بين قوات الجيش المصري المختلفة، وتعاون أسلحته في سيمفونية رائعة عزفت نشيد النصر، إلا أننا لا يجب أن نغفل دور البطولات الفردية والتضحيات الشخصية التي تبرز روح الفداء للجندي المصري في سبيل قضيته العادلة، وتحقيق مهامه القتالية بدرجة كفاءة عالية تبلغ حد الإعجاز.
والكتاب يتناول إحدى هذه البطولات، التي كان بطلها أحد شباب مصر وكان اسمه على كل لسان داخل مصر وخارجها وتناقلت بطولته وكالات الأنباء المحلية والعالمية؛ إنه "عبد العاطي" صائد الدبابات الذي تفوق في استخدام سلاحه ودمر به أكبر عدد من دبابات العدو استحق عليه وسام نجمة سيناء -أعلى وسام عسكري في القوات المسلحة- وقدمه المشير أحمد إسماعيل لينوب عنه في افتتاح معرض غنائم الحرب بأرض المعارض كرمز مشرف للجندية المصرية.
حروب مصر في الوثائق الإسرائيلية
ومن إصدارات السلسلة كتاب "حروب مصر في الوثائق الإسرائيلية" للكاتب محمد البحيري، وتقديم السفير حسن عيسى.
الكتاب يقدم قراءة معمقة لحروب مصر مع إسرائيل، لكن من عدسة الطرف الآخر، فالوثائق الإسرائيلية لم تكن موجهة إلى الرأي العام العربي، بل إلى أصحاب القرار ومؤسسات الأمن والاستراتيجية. ولأن الحاضر لا يفهم بمعزل عن الماضي، فإننا ننطلق من هذه الوثائق لنصل إلى أسئلة العصر، حيث يتكرر الصراع لكن بلغة مختلفة، وبخصم جديد.
فالحرب، حين تتكرر، لا تكون مجرد تكرار ميكانيكي للأحداث، بل هي ارتداد لاستراتيجيات متجذرة، وتحولات إقليمية تأخذ شكل المواجهة حينا وشكل التفاوض حينا آخر.
وفي لحظة يعاد فيها رسم خرائط القوة في الإقليم، ويعاد تعريف الصراعات بلغة جديدة، فإن العودة إلى الوثائق القديمة ليست ترفا أكاديميا، بل ضرورة تحليلية، لفهم نمط الخصومة، وعمق الخوف، وحدود القوة. وهذا ما يقدمه هذا الكتاب.
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض "النيل الأبيض"
كما يصدر كتاب "الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض" لسليم قبودان، وترجمة محمد مسعود.
توثق هذه الرحلة التاريخية الأولى للبحث عن ينابيع النيل الأبيض، التي انطلقت بأمر محمد علي باشا الكبير، واستغرقت 135 يوما، وشارك فيها 400 رجل تحت قيادة الضابط المصري البكباشي سليم قبودان، بهدف الاستكشاف والاستطلاع، وكانت رحلة رائدة من نوعها.
استهدفت البعثة استكشاف مجرى النيل الأبيض في الأقطار الشرقية من السودان، ورصد عادات الأهالي واعتقاداتهم، وتوثيق خصائص شعوبهم المختلفة وتوزع مواطنهم شرقا وغربا، إلى جانب إتمام البيانات والخرائط التي تضمنتها الرحلات القديمة. وقد قام البكباشي وفرقته بتدوين كتاب يصف هذه الرحلة، التي تعد من أبرز الأحداث التاريخية وأحد أسباب الفخر والمجد لمن عهد إليهم القيام بها.
أمراء البحار في الأسطول المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر
ويصدر أيضا كتاب "أمراء البحار في الأسطول المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر"، لجميل خانكي، حيث يكشف المؤلف بين دفتي كتابه كيف نجح محمد علي باشا في فترة وجيزة باختيار قادة الأسطول الضخم، الذي تم اقتناء بعض وحداته من الخارج وبنيت الأخرى في مصانع بولاق والسويس والخرطوم والإسكندرية.
كما يسلط الضوء على هؤلاء الربابنة الذين رفعت أعلامهم على ساريات السفن المصرية، وقادوا الأسطول من نصر إلى نصر في عرض البحر الأبيض المتوسط وطوله، حتى ارتقى أسطول مصر بعد كارثة نافارين ليحتل المرتبة الثالثة بين أساطيل العالم.
والكتاب يعيد إلى الأذهان ماضي مصر البحري، وما قام به أمراء البحار المصريون في القرن التاسع عشر من أعمال عظيمة، رفعت شأن مصر ومجدها عبر أسطولها الباهر، وتستحق أسماء هؤلاء الأبطال أن تخلد في التاريخ.
سلسلة "العبور" تعنى بإلقاء الضوء على الثقافة العسكرية، وإظهار تاريخ الجيش المصري وبطولاته، والتشابك مع المجتمع المدني من خلال ما تقدمه من دراسات ورؤى استراتيجية مهمة للمجتمع المصري، وهي إحدى إصدارات سلاسل الإدارة العامة للنشر الثقافي برئاسة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، تصدر برئاسة تحرير محمد نبيل محمد، مدير التحرير محمد سلطان، تصميم الأغلفة نسرين محمود.
وأعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برنامجا حافلا للمشاركة في الاحتفال بذكرى النصر يضم نحو 500 فعالية ثقافية وفنية، تنفذ بجميع المحافظات، وتتنوع بين لقاءات تثقيفية تسلط الضوء على دروس حرب أكتوبر، وورش فنية، وأمسيات شعرية تستعيد روح النصر وذكريات البطولات، إلى جانب معارض للكتب، ومسابقات ثقافية، وعروض فنية، وأفلام تسجيلية تسهم في نشر ثقافة الوعي الوطني، بمشاركة نخبة من المثقفين والمؤرخين والأدباء.


