وقف الحرب أولًا.. الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية تدعم رد حماس على الخطة الأمريكية
دعمت الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، رد حركة حماس على الخطة الأمريكية، والذي تضمن الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي لديها، في حين أكدت أن القضايا المتعلقة بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني ستُبحث في إطار وطني جامع، وبالاستناد إلى القرارات الدولية ذات الصلة.
ترحيب واسع
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن الرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأمريكي، هو نتاج موقف وطني مسؤول، حيث جاء بعد مشاورات معمقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية للوصول إلى اتفاق يتوافق مع مصلحة الشعب الفلسطيني، ويضمن إنهاء معاناته ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقه.
ورحبت الفصائل بالمواقف العربية والإسلامية والوساطة المصرية والقطرية والجهود التركية التي ساعدت وساهمت بشكل كبير في بذل جهود استثنائية من أجل تبني موقف عربي وإسلامي موحد يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويعجل بوقف العدوان، داعية إلى استكمال الخطوات والإجراءات من كافة الأطراف.
وشددت على ضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بواجباتها والتزاماتها المنوطة بها بدءًا من هذه اللحظة، بما يشمل ضرورة عقد لقاء وطني عاجل لبحث آليات التنفيذ المتعلقة بتسلّم هيئة فلسطينية مستقلة إدارة القطاع، وبحث كافة القضايا الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني الذي قدم كل هذه التضحيات، وثبت أمام ما أسمته "آلة الإجرام الفاشي الصهيوني"، يستحق أن يُتوّج صموده وبطولته بمخرجات تلبي طموحاته الوطنية بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، لا بتصفية قضيته وسلب حقوقه.
واعتبرت الفصائل أن الموقف البناء والمسؤول من حركة حماس نيابة عن القوى والفصائل الفلسطينية بمثابة صرخة في وجه العالم أجمع بأنه آن الأوان لهذا الاحتلال أن ينقشع عن أرضنا، وأن من حق شعبنا أن يحيا حياة كريمة بلا قتل ودمار وتهجير واستيطان، على حد قولها.
فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الرد الذي قدمته حماس على الخطة الأمريكية، هو تعبير عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية، موضحة أنها شاركت بمسؤولية في المشاورات التي أدّت إلى اتخاذ هذا القرار.
كذلك، رحب تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بإعلان حركة حماس بشأن الخطة الأمريكية، موجهًا الشكر إلى جمهورية مصر العربية وقطر وتركيا، إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة التي بذلت جهودًا مقدرة في الوساطة.
وأكد أن هذا الإعلان يمهد لوقف العدوان الوحشي وحرب الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع الصامد، ويحول دون تهجيرهم قسرًا من أرضهم وديارهم، كما يهيئ الظروف الملائمة لاستكمال برنامج التحرر الوطني.
واعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية، رد حماس يعبر عن موقف فصائل المقاومة الفلسطينية، ويتسم بالمسؤولية الوطنية والحرص على وقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكدت أهمية تكاتف الجهود لوقف نزيف الدم وإغاثة أبناء الشعب، داعية إلى عقد لقاء وطني شامل يجمع مختلف القوى الفلسطينية لبلورة موقف موحد في مواجهة التحديات الراهنة.
وشددت الحركة على أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه إيجابية الموقف الفلسطيني، وإلزام الاحتلال الذي اعتاد المماطلة ونقض العهود.
أما جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فقد أكدت أن رد حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتسم بالعقلانية والواقعية السياسية، وعكس مستوى عالٍ من المسؤولية الوطنية، مشيرة إلى أنه جاء منسجمًا مع العديد من التحفظات المشروعة التي لا تختلف عن مواقف القيادة الفلسطينية.
وشددت الجبهة على أن أولوية المرحلة تتمثل في وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال، ووقف التهجير، ومنع سياسة الضم في الضفة الغربية، معتبرة أن هذه القضايا تتقدم على أي اعتبارات أخرى.
في ذات الإطار، أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن موقف حماس يلتقي مع موقفها، الذي يرمي إلى تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب التام لقوات الاحتلال، وتبادل الأسرى، ومد القطاع بالمساعدات غير المشروطة، وتشكيل هيئة وطنية من أبناء القطاع تدير شؤونه بمرجعية م.ت.ف، بما يضمن وحدة أراضي الدولة الفلسطينية ووحدة شعبنا وحقوقه وضمان مستقبله.
كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن رد حماس على المقترح الأمريكي وطني ومسؤول ويفتح الطريق أمام إنهاء العدوان، مشددة على أن المهم الآن هو التزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ مراحل الاتفاق، بما يُمهّد لتهيئة الظروف نحو وقف شامل للعدوان وانسحاب كامل، وكسر الحصار بشكلٍ تام، وصولًا إلى مسارٍ سياسيٍّ فلسطينيٍّ واضح المعالم يحمي حقوق الشعب الفلسطيني.
وحملت الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن أي خروقات أو محاولات تعطيل يقوم بها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، لأن صمت واشنطن أو تراخيها يُعدّ تغطيةً وتشجيعًا على الانتهاك، حسب قولها.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمرة على القطاع، أسفرت عن أكثر من 235 ألف شهيد وجريح، فضلًا عن دمار واسع ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميًا.