قال حسين مشيك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من موسكو، إنه في أجواء حساسة تشهدها الساحة الدولية، تحتضن العاصمة الروسية موسكو في الخامس عشر من أكتوبر الجاري القمة العربية الروسية الأولى من نوعها، بمشاركة عدد من القادة العرب.
وتأتي هذه القمة تلبية لدعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أشهر، وقد بدأت موسكو استعداداتها منذ فترة على الصعيدين الأمني والدبلوماسي لضمان نجاحها، ووفقًا لمصادر رسمية، فقد عقدت وزارة الخارجية الروسية لقاءات مكثفة مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية في موسكو للتنسيق حول تفاصيل القمة، إلى جانب اجتماع وزراء الخارجية العرب مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف عشية انعقادها، بهدف الاتفاق على البيان الختامي.
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنه تُعد هذه القمة، بحسب الجانب الروسي، خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع العالم العربي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية، وتولي موسكو أهمية خاصة لملفات التعاون الاقتصادي والطاقة النووية، على غرار مشروع محطة الضبعة النووية في مصر، وتدرس إمكانية نقل هذا النموذج إلى دول خليجية، كما تؤكد روسيا على ضرورة قيام دولة فلسطينية كسبيل أساسي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وترى في القمة فرصة لتعزيز الرؤية المشتركة مع الدول العربية، في مواجهة ما تصفه بالهيمنة الغربية ومحاولات زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتابع أن التقديرات الروسية تشير إلى أن مخرجات هذه القمة قد تفتح الباب أمام شراكات أوسع في مجالات الطاقة والدفاع، وتُظهر استعداد موسكو للعب دور فاعل في المنطقة، كما تؤكد روسيا أن الضغوط الغربية لمنع عقد القمة أو عزلها على الساحة الدولية لم تفلح، مستشهدة بمواقف عدد من الدول العربية التي لم تنخرط في العقوبات الغربية ضد موسكو، ويأمل الجانب الروسي أن تكون القمة منصة لتطوير علاقات متوازنة، قائمة على تعددية الأقطاب، وتبادل المصالح بعيدًا عن الاستقطاب الدولي.