في سجل الشرف العسكري المصري، يسطع اسم المشير أحمد بدوي كأحد أبرز القادة الذين صنعوا النصر في حرب أكتوبر المجيدة، حيث استحق عن جدارة لقب "رجل المعارك" لما قدمه من بطولات وتكتيكات ميدانية خلدها التاريخ العسكري الحديث.

ابن محافظة الإسكندرية الذي حمل في قلبه حب الوطن وإرادة القتال، خاض خلال حرب أكتوبر سلسلة من المعارك الحاسمة التي أثبتت كفاءته وشجاعته الفائقة، وكان في طليعة من خططوا ونفذوا عمليات نوعية لفتح الثغرات ودحر العدو، فقاد معركة النقطة القوية جنوب البحيرات المرة، ومعركة تقاطع طريق الجدي مع طريق الشط لمنع تدخل احتياطات القوات الإسرائيلية.

لم تتوقف بطولاته عند ذلك، بل خاض ببسالة معركة النقطتين القويتين الملاحظة والمسحورة، كما شارك في معارك الدبابات الكبرى التي اندلعت في 15 أكتوبر، حيث أثبتت قواته قدرة عالية على المناورة والتصدي لهجمات العدو المضادة.

وفي معركة الصمود في كبريت، أظهر بدوي صلابة القائد الذي لا يعرف الانكسار، فحين حاصرته القوات الإسرائيلية شرق القناة، صمد برجاله كالجبل، يدافع عن الأرض بشجاعة وإيمان حتى الرمق الأخير.

وبقي مع فرقته يقاتل شرق القناة في مواجهة السويس، إلى أن تمكنوا من عبور قناة السويس إلى أرض سيناء ضمن تشكيلات الجيش الثالث الميداني، رافعين راية النصر ومجسدين معنى البطولة المصرية في أبهى صورها.

لقد كان المشير أحمد بدوي مثالًا للقائد الجسور، ورمزًا من أبطال النصر الذين سطروا بأفعالهم تاريخًا لا يُمحى في ذاكرة الوطن.