في قلب القاهرة التاريخية، وعلى مساحة 500 فدان تمتد بين معالم الحضارة المصرية العريقة، يشهد حي «الفسطاط» تحولًا تاريخيًا بإقامة مشروع حديقة تلال الفسطاط، الذي يعد أحد أضخم المشاريع السياحية والثقافية في مصر بتكلفة تصل إلى 6 مليارات جنيه مصري.
موقع استراتيجي فريد
تتمتع الحديقة بموقع استثنائي يجمع بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة، حيث تقع بالقرب من المتحف القومي للحضارة المصرية، بحيرة عين الصيرة، مجمع الأديان الذي يضم الكنائس والمعابد التاريخية، إضافة إلى مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بني في مصر وإفريقيا.
 

ما يميز هذا المشروع بشكل خاص هو الهضبة الكبيرة التي تتوسط الحديقة، والتي توفر للزوار تجرِبة بصرية فريدة من نوعها، إذ تتيح رؤية بانورامية تجمع بين أهرامات الجيزة الخالدة وقلعة صلاح الدين الأيوبي، في مشهد يختزل آلاف السنين من الحضارة المصرية.
كنز أثري يروي تاريخ الفسطاط
لا تقتصر أهمية المشروع على كونه متنفسًا أخضر فحسب، لكنه  يحمل بين طياته قيمة تاريخية وأثرية استثنائية، وتتضمن الحديقة منطقة آثار وحفريات قديمة تعود إلى عصور مختلفة من تاريخ الفسطاط، أول عاصمة إسلامية في مصر، مما يجعلها متحفًا مفتوحًا يروي حكاية المدينة العريقة.
مناطق متنوعة تلبي كافة الأذواق
يتضمن المخطط العام للمشروع مجموعة متنوعة من المناطق التي تهدف إلى تحويل تلال الفسطاط إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة:

• المناطق التراثية والثقافية: تحتضن مساحات مخصصة لإحياء التراث المصري والاحتفاء بالهوية الثقافية للمكان، مع إتاحة الفرصة للزوار للتعرف على تاريخ المنطقة العريق.
• حديقة الزهور المصرية: واحة نباتية تعرض تنوع وجمال النباتات والزهور المصرية الأصيلة.
• منطقة المغامرات: مساحة مخصصة لمحبي الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تضيف طابعًا عصريًا للمشروع.
• المنطقة الفندقية: لاستيعاب الزوار من مختلف أنحاء العالم وتوفير إقامة فاخرة بإطلالات استثنائية.
• منطقة الأسواق والقصبة: لإحياء طابع الأسواق الشعبية التقليدية وتوفير تجرِبة تسوق تراثية فريدة.
• المركز الترفيهي: يوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية للعائلات والأطفال.

مرافق ثقافية عالمية المستوى
من أبرز معالم المشروع مجموعة من المرافق الثقافية والفنية التي تشمل:

• مسرح طومان باي: منصة فنية تحمل اسم السلطان المملوكي الأخير، لاستضافة الفعاليات والعروض المسرحية.
• ساحة البحيرة: مساحة مفتوحة لإقامة الفعاليات والحفلات الموسيقية على ضفاف المسطحات المائية.
• مسرح الوادي: مسرح آخر يضاف إلى البنية الثقافية الغنية للمشروع.

تلفريك يربط الماضي بالحاضر
في خطوة لربط معالم القاهرة التاريخية ببعضها البعض، يتضمن المخطط إنشاء خط «تلفريك» يربط بين حديقة تلال الفسطاط وحديقة الأزهر، مما يوفر وسيلة انتقال سياحية مميزة ويتيح للزوار الاستمتاع برؤية القاهرة من الأعلى في رحلة تجمع بين الجمال الطبيعي والعمراني.
رؤية مستقبلية لإحياء القاهرة التاريخية
يأتي مشروع حديقة تلال الفسطاط في إطار الجهود الحكومية لتطوير المناطق التاريخية في القاهرة وتحويلها إلى وجهات سياحية جاذبة، بما يسهم في تنشيط السياحة الثقافية والتراثية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين.
المشروع  إضافة أنه  حديقة خضراء  منتزهًا ترفيهيًا،  سيصبح استثمار في التاريخ والثقافة والهوية المصرية، ورسالة للعالم بأن مصر تحافظ على تراثها بينما تتطلع نحو المستقبل.

عند اكتماله، سيكون مشروع تلال الفسطاط إضافة نوعية للعاصمة المصرية، وجسرًا يربط بين أمجاد الماضي وطموحات الحاضر، في تجرِبة فريدة تجمع التاريخ والطبيعة والثقافة في مكان واحد.