خبير علاقات دولية: مصر تقود تحركات دبلوماسية حاسمة لدعم غزة واستقرار المنطقة منذ اندلاع الحرب
قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، خبير العلاقات الدولية، إن مرور عامين على الحرب في قطاع غزة يمثل نقطة تحوّل في مسار المنطقة بأكملها، إذ ارتبطت هاتين السنتين بسلسلة من الأزمات والتغيرات في موازين القوى الإقليمية.
وأضاف الشيمي، في تصريحات لـ"دار الهلال"، أن هذه المرحلة كانت فاصلة إلى حدٍّ كبير، في إطار تنفيذ مخططات تتصل بإسرائيل في المنطقة، وربط تلك المخططات بمعظم التحركات التي باتت واضحة، والتي تهدف إلى إنهاء الدور الإيراني وتقليص نفوذه، ومحاولة القضاء على المشروع الإيراني من جهة، وفرض المشروع الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة من جهة أخرى.
وأشار إلى أن هذا الدعم الأمريكي استمر منذ الإدارة السابقة وحتى بدايات الإدارة الحالية، تأكيدًا على النهج الثابت في مساندة إسرائيل.
أما عن الموقف المصري في العامين الماضيين، فيؤكد الشيمي أنه ظلّ ثابتًا على امتداد تاريخه، معبّرًا عن رؤية واضحة لدوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم.
وشدد على أن الموقف المصري جاء واضحًا منذ اللحظة الأولى، من خلال تحركات عاجلة على المستويين الثنائي والدولي، إذ بادرت القاهرة إلى الدعوة لعقد مؤتمر خلال أيام قليلة من اندلاع الأحداث، ليكون أول مؤتمر يتناول تطورات الحرب على غزة، وما تبعها من تصعيد إسرائيلي محموم داخل القطاع.
وأشار إلى أن مصر كثّفت جهودها الدبلوماسية والإنسانية، ساعية إلى حشد دعم إقليمي ودولي لتقديم المساعدات اللوجستية والإنسانية لأهالي القطاع، الذين يعانون منذ شهور طويلة من أوضاع كارثية وصلت إلى حدّ المجاعة وجرائم الإبادة المنظمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد أن هذه الجهود المصرية ارتبطت بتحركات مستمرة يقودها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر لقاءات ثنائية مع قادة دول المنطقة، ومشاورات موسّعة مع الأطراف الدولية، شملت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين، وتركّزت في مجملها على دعم الرؤية المصرية الساعية إلى وقف التصعيد، والحفاظ على استقرار المنطقة، والتحذير من استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
وتابع: أكدت مصر في كل محفل على أهمية تبنّي حل الدولتين، وضرورة إحياء مسار السلام، بما يضمن التعايش السلمي بين الشعوب كافة.
وأفاد بأن القاهرة ما زالت اليوم تعمل على إنجاح المفاوضات الحالية، التي تشير بعض التقديرات إلى إمكانية أن تسفر عن وقف مؤقت لإطلاق النار، وبدء مرحلة جديدة من التفاوض، بدعم من الولايات المتحدة وقطر، غير أن استمرار هذا المسار يظل محفوفًا بالمخاطر في ظل إصرار إسرائيل على تنفيذ مخططاته حتى النهاية، رغم التحذيرات الدولية المتكررة، ورغم ما تؤكد عليه مصر من خطورة استمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها.