من التللي إلى الحقائب القماشية.. مشروعات نسائية تعيد بريق التراث في معرض “تراثنا” 2025
شهد معرض "تراثنا" للحرف اليدوية والتراثية في دورته السابعة إقبالًا واسعًا من الزوار، وسط مشاركة كبيرة من الحرفيين من مختلف محافظات الجمهورية، خاصة محافظات الصعيد وسيناء والمناطق الحدودية، ويعد المعرض، الذي ينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، منصة تسويقية مهمة تجمع بين التراث الأصيل وروح الابتكار، إذ يقدم للحرفيين فرصًا حقيقية للتوسع والتسويق واكتساب الخبرات.
في أجنحة المعرض، تتنوع القصص بين نساء أعادن إحياء الحرف التقليدية وشباب صنعوا لأنفسهم مستقبلًا جديدًا من خلال العمل الحر، في مشهد يجسد ما وصلت إليه منتجات الحرف المصرية من جودة وتميز.
رائدات من أسيوط: "تراثنا" أعاد للحرف بريقها
أعربت منال سعد زغلول، إحدى رائدات حرفة "التللي" في محافظة أسيوط، عن سعادتها بالمشاركة في معرض "تراثنا"، مؤكدة أن دعم جهاز تنمية المشروعات كان وراء نجاحها في إعادة إحياء هذه الحرفة العريقة.
وقالت إنها حصلت على دعم مالي وفني مكنها من تدريب أكثر من 500 فتاة في أسيوط على حرفة التللي، وهو ما ساهم في إنقاذ المهنة من الاندثار وإعادة رواجها في السوق المحلي والعربي.
وأضافت أنها شاركت في عدة دورات من المعرض، مما ساعدها على توسيع قاعدة عملائها والترويج لمنتجات الفتيات، مشيرة إلى أن الإقبال الجماهيري هذا العام يعكس وعي المجتمع بقيمة التراث المصري.

مشروع لصناعة الحقائب القماشية
من جانبها، قالت سارة حمدي عثمان، صاحبة مشروع لصناعة الحقائب القماشية، إنها بدأت مشروعها بعد تخرجها من الجامعة، بدعم وتشجيع من أسرتها، معتمدة على الكورسات التعليمية عبر الإنترنت لتطوير مهاراتها في الخياطة والتطريز.
وأوضحت أنها تسعى من خلال تصميماتها إلى إنتاج حقائب صديقة للبيئة تجمع بين القماش والنسيج والقطن بطابع عصري يناسب مختلف الأذواق، مؤكدة أن مشاركتها الثانية في معرض "تراثنا" فتحت أمامها آفاقًا جديدة للتسويق وزيادة المبيعات، مشددة على أن مشروعها وفر لها مصدر دخل ثابت أغناها عن الوظيفة التقليدية.

أما سناء جاهين، خريجة معهد الخطوط، فحكت أن دخولها عالم الحرف اليدوية جاء بالمصادفة بعد تعلمها حرفة الخرز، لكنها سرعان ما طورت موهبتها بدعم من إحدى الجمعيات الأهلية التي أتاحت لها دورات في ريادة الأعمال وتأسيس المشروعات الصغيرة.
وأشارت إلى أن مشاركتها في "تراثنا" فتحت أمامها بابًا واسعًا للتعاون مع حرفيين آخرين، ووفرت لها فرصة مميزة للتعرف على احتياجات السوق وتطوير منتجاتها.

مليار جنيه لدعم الحرف اليدوية منذ 2014
من جانبه، أكد باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، أن الجهاز يحرص على أن يكون معرض "تراثنا" منصة تسويقية كبرى لأصحاب الحرف اليدوية من مختلف المحافظات، ولا سيما محافظات الصعيد وسيناء والمناطق الحدودية، باعتبارهم الأكثر احتياجًا للدعم الفني والتسويقي.
وأوضح رحمي أن الدورة الحالية للمعرض تشهد مشاركة واسعة من محافظات الصعيد، منها سوهاج والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وأسوان وحلايب وشلاتين، في إطار حرص الجهاز على فتح آفاق تسويقية جديدة لمنتجاتهم داخل مصر وخارجها، لافتًا إلى أن المعرض أصبح يستقطب زوارًا من دول عربية وإقليمية مهتمة بالحرف المصرية.
وأشار إلى أن الجهاز قدم تمويلات وخدمات غير مالية تجاوزت قيمتها المليار جنيه منذ عام 2014، أسهمت في تطوير جودة المنتجات التراثية وإكسابها القدرة على المنافسة، مؤكدًا أن خدمات الجهاز لا تقتصر على التمويل بل تشمل التدريب والتسويق والدعم الفني لأصحاب الحرف.
"تراثنا" نافذة مهمة لتسويق منتجات أبناء المحافظة
وفي السياق نفسه، أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن المحافظة حريصة على التعاون المستمر مع جهاز تنمية المشروعات لدعم وتمكين أصحاب الحرف اليدوية والتراثية، مشيرًا إلى أن معرض "تراثنا" يمثل نافذة تسويقية حيوية لأبناء المحافظة الذين يحرصون على المشاركة سنويًا لعرض منتجاتهم.
وأوضح المحافظ أن الجهاز قدّم خدمات مالية وتدريبية وتسويقية لأكثر من 1600 مشروع للحرف التراثية بالمحافظة، مما وفر آلاف فرص العمل وساهم في إعادة إحياء هذه المهن القديمة وتشجيع الشباب والفتيات على العمل والإنتاج.
كما أعرب المحافظ عن سعادته بتنظيم زيارات ميدانية لطلاب جامعتي أسيوط وبدر إلى المعرض، بهدف تعريفهم بفرص العمل في مجال الحرف اليدوية وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لديهم، مشيرًا إلى أن هذه المبادرات تسهم في ربط التعليم العملي بسوق العمل وتشجيع الابتكار لدى الشباب.
وأكد على أن معرض "تراثنا" يجسد رؤية الدولة في الحفاظ على التراث المصري الأصيل وتمكين الشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز ثقافة العمل والإنتاج.