رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الاختلافات بين الشريكين.. هل تفسد الحب أم تقويه؟| خاص

12-10-2025 | 10:10


الاختلافات بين الشريكين

فاطمة الحسيني

كثيرًا ما تبدأ العلاقات الزوجية بشغف ومشاعر قوية، لكن سرعان ما تصطدم الفتاة بعد الزواج بحقائق الحياة اليومية، فتكتشف أن الحب وحده لا يكفي لاستمرار العلاقة، فالتفاوت في المستوى الثقافي أو المادي أو الاجتماعي قد يخلق فجوة يصعب تجاوزها إن لم يدار بوعي ونضج، ولذلك نوضح مع أخصائية الإرشاد الأسري، أهمية التوافق في شتى النواحي بين الطرفين، وأهم النصائح لاختيار شريك حياة متوافق.

ومن جهتها، تقول الدكتورة نورا رؤوف، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الزواج الناجح لا يقوم على العاطفة فقط، بل على اختيار شريك متوافق فكريًا وقيميًا وأخلاقيًا، لأن الانسجام الحقيقي هو ما يجمع بين العقل والقلب، ويجعل العلاقة قادرة على الصمود أمام اختلافات الحياة وتغير الظروف، والتوافق الثقافي والتعليمي بين الزوجين يمثل أحد الأعمدة الأساسية لاستقرار تلك العلاقة، فحين يتحدث الطرفان اللغة الفكرية ذاتها، ويشتركان في أسلوب التفكير ومستوى الوعي، يسهل عليهما التواصل وفهم بعضهما البعض، وتشابه العائلتين والبيئة الاجتماعية يسهم في خلق أرضية مشتركة تساعد على التفاهم بينهما وتربية الأبناء في بيئة متوازنة، كما أن المستوى المادي من الجوانب التي يجب النظر إليها بواقعية، حيث قد تتنازل بعض النساء في البداية عن بعض الفروق المادية بدافع الحب، لكنها مع الوقت قد تشعر بالضغط أو بالعيش في مستوى أقل مما اعتادت عليه، مما يولد شعورًا بالضيق أو الاستياء.

وأضافت، أن وجود هذا التوافق لا يعني بالضرورة ضمان نجاح العلاقة، لأنها لا تقوم فقط على تشابه الخلفيات، بل تحتاج إلى وعي ذاتي عميق من كل طرف، لأن المرأة عندما تختار شريك حياة مناسبًا، عليها أن تسأل نفسها أولاً: من أنا؟ وما الذي احتاجه من العلاقة؟ وما الذي يمكنني تقديمه فيها؟، وعليها أن تحدد قيمها ومبادئها الأساسية في الحياة، وما يمكن أن تتقبله أو ترفضه في الطرف الآخر، فهناك من تستطيع التعايش مع شخصية عصبية لكنها لا تحتمل البخل، وأخرى لا يمكنها تقبل انعدام الطموح، المهم هو معرفة الذات بوضوح قبل خوض تجربة الزواج.

وأشارت أن من أهم  الأسس التي تضمن استقرار العلاقة واستمرارها، هي الاختيار الواعي، فاللقاء نصيب، لكن الزواج قرار، وبعد الإعجاب والراحة والانجذاب، يأتي دور العقل والوعي في تقييم مدى التوافق الحقيقي، إذ يجب أن يكون الزواج مشروعًا قائمًا على التفاهم، والمشاركة، وبناء أسرة سوية، لا مجرد خطوة تقليدية أو واجب اجتماعي، وهناك عدة نقاط رئيسية لاختيار شريك متوافق وتحقيق علاقة ناجحة، منها ما يلي:

-ناقشي مع شريكك أهدافكما المشتركة من الزواج، وكيف ستدار حياتكما، وما هي طموحاتكما المستقبلية.

-التقبل المتبادل، لا أحد كامل، لذا من الضروري تقبل نقاط ضعف الآخر كما تتقبلين نقاط قوته.

-تعلمي مهارات التواصل وحل المشكلات، واختاري الوقت المناسب للنقاش دون نقد أو لوم دائم.

-الاحترام المتبادل للأدوار، فالرجل يبقى رجلًا والمرأة تبقى امرأة، ولكل منهما دوره المكمل للآخر دون ندية أو سيطرة.

-الوعي بطبيعة الجنسين، معرفة طبيعة الرجل والمرأة النفسية والعاطفية تساعد على تقليل الخلافات.

-تطوير الذات والمهارات، فكلما زاد وعيك بنفسك وبشريكك، زادت قدرتكما على تجاوز الأزمات.

-الصدق والالتزام، فالإخلاص والوضوح أساس بناء الثقة بين الطرفين.

-وجود هدف روحي مشترك، وتساءلي دائمًا: "ماذا يريد الله منا في هذه العلاقة؟" ليكون الهدف ساميًا يربطكما بالنية الطيبة.

-العطاء المتبادل، لأن العلاقة الصحية قائمة على الأخذ والعطاء، وليست ساحة للمقارنة أو النِّدّية.

-الاستمرارية في التفاهم، فالعلاقة الزوجية مشروع طويل الأمد يحتاج إلى تنظيم وتوافق وتطوير دائم.