رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ماريا كورينا ماشادو.. من مناهضة الديكتاتورية إلى نوبل للسلام

10-10-2025 | 14:06


ماريا كورينا

حصلت الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو باريسكا، اليوم الجمعة، على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرًا لجهودها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من نظام ديكتاتوري إلى آخر ديمقراطي، وفق ما أعلنت لجنة نوبل النرويجية.

ماريا كورينا

وُلدت ماريا كورينا ماشادو في السابع من أكتوبر عام 1967 بالعاصمة كاراكاس، وهي الابنة الكبرى لعالمة النفس كورينا باريسكا ورجل الأعمال في صناعة الفولاذ إنريكي ماشادو ثولواجا.

تنحدر ماشادو من عائلة فنزويلية أرستقراطية بارزة، إذ تُعد حفيدة الكاتب إدواردو بلانكو، وقريبة الفنان مارتين توفار إي توفار، والسياسي ريكاردو ثولواجا، والكاتب روفينو بلانكو فومبونا.

حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة أندريس بيو الكاثوليكية، ثم نالت ماجستيرًا في التمويل من معهد الدراسات العليا في الإدارة (IESA) في كاراكاس، كما التحقت عام 2009 ببرنامج "زملاء العالم" في جامعة ييل الأمريكية.

في عام 1992، أسست ماشادو مؤسسة "أتينيا" الخيرية، التي اهتمت برعاية الأطفال الأيتام والمشردين في شوارع كاراكاس، ثم تولّت لاحقًا رئاسة مؤسسة "أوبورتونيتاس" المعنية بتمكين الشباب.

 

دخولها المعترك السياسي

بدأت مسيرتها السياسية عام 2001، عندما أسست منظمة "سوماتي" لمراقبة الانتخابات، والتي لعبت دورًا بارزًا في الاستفتاء على سحب الثقة من الرئيس هوجو تشافيز عام 2004.

وفي عام 2010، دخلت ماشادو الجمعية الوطنية الفنزويلية بعد فوزها الساحق في الانتخابات عن ولاية ميراندا، محققة أعلى نسبة تصويت في البلاد.

وفي عام 2014، شاركت في موجة احتجاجات واسعة ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، لتتهمها السلطات حينها بـ"التآمر لقلب النظام"، استنادًا إلى رسائل إلكترونية ثبت لاحقًا تزويرها.

 

صراع مع السلطة

واصلت ماشادو معارضتها للنظام الفنزويلي، وفي خضم الأزمة الرئاسية عام 2019، أعلنت استعدادها لخوض الانتخابات الرئاسية إذا نجح الرئيس المؤقت خوان جوايدو في الدعوة إلى انتخابات جديدة، غير أن تلك الجهود لم تُثمر.

وفي عام 2023، خاضت الانتخابات التمهيدية للمعارضة ضمن المنصة الموحدة، لكنها واجهت قرارًا باستبعادها لمدة 15 عامًا من الترشح، صدر عن المراقب العام لفنزويلا، وأُيد لاحقًا من المحكمة العليا للعدل في يناير 2024.

ورغم فوزها في الانتخابات التمهيدية، تم استبدالها بـكورينا يوريس ثم بـإدموندو جونزاليس أوروتيا بعد منع المرشحتين من التسجيل رسميًا.

الطريق إلى نوبل

في أغسطس 2024، رشحتها "مؤسسة إنسبيرا أمريكا" وعدة جامعات لجائزة نوبل للسلام، مشيدة بـ"نضالها السلمي من أجل الحرية والديمقراطية في فنزويلا".

كما حظي ترشيحها بدعم واسع من سياسيين أمريكيين وأوروبيين، وصفوا قيادتها بأنها "رمز للشجاعة والإصرار في مواجهة الاستبداد".

واليوم، تُتوَّج ماريا كورينا ماشادو بجائزة نوبل للسلام، اعترافًا بمسيرتها الطويلة في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتجسيدًا لنضال الفنزويليين الساعين إلى مستقبل تسوده الحرية والعدالة.