رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


غزة تكتب فجرها الجديد.. انسحاب إسرائيلي وبدء "طوفان العودة"

10-10-2025 | 15:06


طوفان العودة

محمود غانم

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، الانسحاب الأولي من قطاع غزة، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليه رسميًا فجر اليوم، لتتوقف بذلك حرب دامية استمرت لعامين وخلفت دمارًا واسعًا وخسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

الانسحاب من غزة

وسيكون انسحاب جيش الاحتلال من القطاع على ثلاث مراحل، أولها ستُبقي على وجود عسكري داخل أجزاء محددة من القطاع، وفق الخرائط المتفق عليها.

هذه الأجزاء، أوضحها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أشار إلى أنه بالنسبة إلى شمال القطاع، فستتواجد قواته في بيت حانون، بيت لاهيا، الشجاعية، وعدة مناطق أخرى تُعدّ مواقع انتشار عسكرية.

أما في جنوب القطاع، فستتواجد في محيط معبر رفح، محور فيلادلفيا، وكافة مناطق تمركز القوات في خان يونس، وكذلك المنطقة البحرية على طول ساحل القطاع، حيث حذّر من ممارسة الصيد أو السباحة أو الغوص خلال الأيام المقبلة.

وشدّد على أن الاقتراب من المنطقة العازلة المحاذية للأراضي الإسرائيلية يُعدّ في غاية الخطورة.

وقال إن الانتقال من جنوب إلى شمال قطاع غزة يسمح عبر طريق الرشيد وطريق صلاح الدين.

ورغم أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار أُعلن عنه فجر الخميس، إلا أن جيش الاحتلال لم يعلن عن سريانه رسميًا إلا عند الساعة 12:00 ظهر اليوم الجمعة.

وأوضح أنه ابتداءً من هذا الوقت تموضعت قواته على خطوط الانتشار العملياتي الجديدة بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار.

وبالإضافة إلى الانسحاب، ينصّ الاتفاق على أنه خلال فترة الـ72 ساعة الأولى، تُعلَّق أعمال المراقبة الجوية في المناطق التي انسحب منها الجيش، حتى تتهيأ ظروف الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وأظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دمارًا غير مسبوق لحق بمناطق في مدينة غزة –محور احتدام الحرب خلال الشهرين الماضيين– بعد أن انسحبت منها قوات الاحتلال.

 

طوفان العودة

وفور انسحاب قوات الاحتلال، بدأ عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة بالعودة من جنوب القطاع إلى شماله بعد أن أجبرتهم نيران الحرب على النزوح منها، وذلك عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.

ومن جانبه، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم، الفلسطينيين إلى "التعاون الكامل مع الأجهزة الحكومية والإنسانية، من أجل القيام بالتكليفات الميدانية والمهنية المطلوبة منهم في جميع التخصصات، كلٌّ في موقعه، بما يعزز صمود شعبنا ويُسهم في إعادة الحياة إلى قطاعنا الصامد".

وأكد على أن التعاون والانضباط والاستجابة للتعليمات الصادرة عن الجهات الحكومية والإغاثية هو الطريق الآمن لتسريع وتسهيل الجهود الخدماتية، وضمان استعادة الحياة بصورة تدريجية ومنظمة، بما يحقق مصلحة الجميع ويصون أمن المجتمع واستقراره.

وشدّد على أنه سيعمل بكل طاقته لتأمين احتياجات الشعب الفلسطيني الأساسية من غذاء ودواء وإيواء وخدمات، مؤكدًا أنه لن يتوانى عن أداء واجبه الإنساني والوطني في حماية حقوقه وإعادة بناء ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي.

فيما أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة أنها ستبدأ بالانتشار في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال بمحافظات قطاع غزة كافة، والعمل الحثيث على استعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها على مدار عامين.

وفجر الخميس، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، واستضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع؛ إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.