يرتقب أن تشهد سماء مصر والوطن العربي، مساء اليوم السبت، ظاهرة فلكية مميزة، تتمثل في وميض نجم العيوق بألوان متغيرة بين الأحمر والأخضر، في مشهد يمكن رصده بالعين المجردة دون الحاجة إلى أجهزة فلكية متخصصة.

ويحدث هذه المشهد؛ نتيجة عن تأثير الغلاف الجوي للأرض؛ فعندما يكون النجم قريبًا من الأفق يمر ضوءه عبر طبقة سميكة من الهواء تتسبب في انكسار الضوء الأبيض إلى ألوان الطيف المختلفة تمامًا، وذلك كما يفعل المنشور الزجاجي مع ضوء الشمس فتظهر الألوان متبدلة بين الأحمر والأخضر وربما الأزرق، وفقًا للجمعية الفلكية بجدة.

وفي الواقع، لا يختلف نجم "العيوق" عن غيره من النجوم في هذه الظاهرة؛ فجميع النجوم يومض ضوؤها بألوان متعددة عندما تقترب من الأفق، نتيجة الأمر نفسه.

كيف أشاهد الظاهرة؟

ولرصد وميض العيوق، ينصح بالتوجه بعد حلول ظلمة الليل إلى الأفق الشمالي الشرقي، حيث يمكن رؤية النجم يومض بالألوان قبل يتغير لونه تدريجيًا إلى الذهبي مع ارتفاعه في قبة السماء نحو منتصف الليل.

وتُعتبر الحقول الزراعية، والسواحل، والجبال، والصحاري من أفضل المواقع لمتابعة الظواهر الفلكية بعيدًا عن أضواء المدن، كما يُنصح بترك العين قرابة 20 دقيقة للتكيف مع الظلام لضمان رؤية أوضح.

هذا، مع العلم أن متابعة الظواهر الفلكية آمنة تمامًا ولا تشكل أي مخاطر على الصحة أو النشاط اليومي، باستثناء كسوف الشمس، الذي يُحذر من النظر إليه مباشرة بالعين المجردة نظرًا لضرره البالغ على العين.

ما هو نجم العيوق؟

يعد العيوق سادس ألمع نجم في السماء وينتمي إلى كوكبة ممسك الأعنة، ومع ارتفاعه تدريجيًا في السماء خلال ساعات الليل يختفي الوميض الملون ليظهر النجم بلون ذهبي ثابت، وفقًا لفلكية جدة.

ومن الناحية العلمية، فإن العيوق ليس نجمًا واحدًا بل نظام نجمي مزدوج يتكون من نجمين عملاقين أصفرين كلاهما تقارب درجة حرارته درجة حرارة الشمس، لكنهما أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا منها، ويبعد هذا النظام حوالي 42 سنة ضوئية عن الأرض.