رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد وقف إطلاق النار.. غزة تنفض غبار الحرب وتبدأ رحلة إعادة الإعمار

11-10-2025 | 15:15


قطاع غزة

محمود غانم

بدأ قطاع غزة يستعيد الحياة تدريجيًا، نافضًا عن نفسه غبار الحرب التي توقفت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس، منهيًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين، فيما شرعت الجهات المعنية في تنفيذ إجراءات لإعادة الحياة إلى القطاع المنكوب، بالتزامن مع استمرار عودة الفلسطينيين إلى منازلهم.

جهود حكومية لإعادة الإعمار

وكشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة، اليوم، عن قيام الجهات الحكومية بتنفيذ التكليفات الوطنية والإنسانية ضمن خطة طوارئ شاملة تهدف إلى إعادة الحياة تدريجيًا إلى القطاع، حيث أنجزت خلال الـ24 ساعة الماضية ما يزيد على خمسة آلاف مهمة ميدانية وخدماتية وإنسانية، حسب ما جاء في بيان صادر عنه.

ووفقًا للبيان، تم تنفيذ أكثر من 1200 مهمة طبية وصحية نفذتها كوادر وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الميدانية، شملت إجراء عمليات جراحية مختلفة، وإسعاف جرحى ومرضى، ومتابعة الجرحى والمرضى المزمنين.

كما شملت ما يزيد على 850 مهمة إنقاذ وإغاثة من قبل فرق الدفاع المدني والطواقم الشرطية والبلدية، تضمنت انتشال شهداء، وإزالة أنقاض، وتأمين مناطق مدمرة.

ويُضاف إلى ذلك تنفيذ أكثر من 900 مهمة خدمية نفذتها البلديات وسلطات المياه والكهرباء لإعادة تشغيل خطوط المياه والصرف الصحي، وإزالة الركام والنفايات، وفتح الشوارع في أحياء سكنية مختلفة.

كذلك، تم تنفيذ ما يزيد على 700 مهمة إغاثية وإنسانية، تضمنت توزيع طرود غذائية وتأمين تكايا طعام ومواد إيواء، بجانب أكثر من 650 مهمة مجتمعية في مراكز الإيواء، وأكثر من 700 مهمة لوجستية وتنظيمية وإعلامية ذات علاقة بوصول المساعدات وتوثيق النشاطات المختلفة.

ولفت البيان إلى أن الطواقم الحكومية تواصل عملها رغم مقتل أكثر من ثمانية آلاف من موظفيها على مدار عامين من الإبادة.

وبالتزامن، استمر انتشار عناصر وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة لليوم الثاني على التوالي، وذلك في المفترقات الرئيسية والأسواق في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت الوزارة قد ذكرت، أمس، أنها ستبدأ بالانتشار في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال بمحافظات قطاع غزة كافة، وستعمل بشكل حثيث على استعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال إلى نشرها على مدار عامين.

يأتي ذلك في ظل استمرار تدفق الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد أن اضطروا إلى النزوح سابقًا تحت وطأة الحرب، إذ سعت إسرائيل إلى حشرهم في الجنوب تمهيدًا لتنفيذ مخطط تهجيرهم، غير أن هذا المخطط أُحبط أمام صمود الشعب الفلسطيني التاريخي.

مزيد من الشهداء

ورغم أن الحرب توقفت، فإنه جرى تسجيل المزيد من الشهداء، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 151 شهيدًا (منهم 116 انتشالًا) و72 إصابة، وذلك خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

وهكذا، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 67,682 شهيدًا و170,033 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

واتصالًا، أفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال 100 شهيد تبدو عليهم آثار الإعدام الميداني في أنحاء القطاع، فيما عُثر على لعب أطفال ومعلبات طعام مفخخة تعمد الاحتلال زرعها لإيقاع مزيد من الضحايا.

وفجر الخميس، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع؛ إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.