في معرض دمنهور للكتاب.. البحيرة تكشف أسرار تراثها وحضارتها عبر العصور
شهد مَعْرِض دمنهور الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة بعنوان «البحيرة.. تراث وحضارة»، شارك فيها الدكتورة زينب يحيى، والدكتورة هبة سعد، والدكتور أحمد نعيم، وأدارها الدكتور علاء النحاس، بحضور نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الأثري.
الأهمية الأثرية لمحافظة البحيرة
واستهلت الندوة بكلمة الدكتور خالد فرحات، مدير عام آثار البحيرة، الذي استعرض الأهمية الأثرية للمحافظة، مؤكدًا أنها تزخر بمواقع تاريخية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، مشيرًا إلى جهود وزارة السياحة والآثار في أعمال الحفائر التي كشفت عن مواقع أثرية فريدة تعكس عمق الحضارة المصرية في دلتا النيل.
التلال الأثرية المنتشرة في مراكز البحيرة
وتحدث الدكتور علاء رجب النحاس، مدير الوعي الأثري، عن التلال الأثرية المنتشرة في مراكز المحافظة، والتي يبلغ عددها نحو 186 تلًا أثريًا تمتد عبر العصور الفرعونية والبطلمية والرومانية والبيزنطية والقبطية والإسلامية، مؤكدًا أن هذه التلال تمثل خريطة حية لتاريخ البحيرة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات الميدانية والتوثيق العلمي.
وقدمت الدكتورة زينب يحيى عرضًا تفصيليًا حول حفائر تل الأبقعين، موضحة أنه أحد الحصون العسكرية التي أقامها الملك رمسيس الثاني على الحدود الغربية للدلتا، واحتوى على وحدات سكنية وصوامع تخزين وثكنات جنود ومعبد ملحق بالحصن.
وأشارت زينب يحيى إلى أن الحفائر كشفت عن لقى أثرية متنوعة تشمل أدوات حربية وتمائم وجعارين وأدوات زينة وفخارًا، تعكس ملامح الهُوِيَّة الدينية والعسكرية لقاطني الحصن.
وتناولت الدكتورة هبة سعد سليمان نتائج الحفائر في تل أبو الجدور بمركز أبو المطامير، موضحة أن أعمال التنقيب التي بدأت منذ عام 1986م وحتى عام 2025م أسفرت عن اكتشاف بقايا لمعاصر نبيذ وحمام أقدام بطلمي وصوامع لتخزين الغلال، إضافة إلى أوانٍ فخارية وعملات معدنية وقطع أثرية توثق التتابع التاريخي للموقع.
الحفائر الأثرية بين الدراسة والتطبيق
أما الدكتور أحمد نعيم، فتحدث عن علوم الحفائر الأثرية بين الدراسة والتطبيق، موضحًا أن علم الحفائر لا يقتصر على الاكتشاف الميداني، بل يشمل دراسة وتحليل البقايا الأثرية لفهم التراث الفكري والثقافي للإنسان القديم، عبر مراحل تبدأ من جمع المعلومات عن المواقع وحتى توثيق النتائج ونشرها علميًا.
واختُتمت الندوة بمناقشة مفتوحة مع الحضور، أوصى المشاركون خلالها بضرورة إنشاء متحف قومي لمحافظة البحيرة، ليضم مكتشفاتها الأثرية ويبرز مكانتها كأحد أهم المحافظات المصرية الغنية بالتاريخ والحضارة.