أكدت جيسيكا روزوال مفوضة الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن البيئة ومرونة المياه والاقتصاد الدائري التنافسي ان الاتحاد الأوروبي يفخر بشراكته المائية مع مصر، وهذه الشراكة ستحقق نتائج ملموسة، وسنعزز التعاون الفني والبحث والابتكار، وسننشئ مسارًا للاستثمارات في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وسنعطي الأولوية لنهج الاقتصاد الدائري . 

جاء ذلك في الكلمة التى القتها المفوضة الأوروبية اليوم الاحد في افتتاح أسبوع القاهرة للمياه. 

وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فى فعاليات أسبوع القاهرة للمياه "على ضفاف أحد أشهر الممرات المائية في العالم".. مضيفة انه لطالما ساهم نهر النيل في تشكيل الحضارة الإنسانية لآلاف السنين، كما أنه يحتل مكانة حيوية في حياة وثقافة القاهرة .

وشددت على أن الماء هو أثمن مواردنا، وهو شريان الحياة لعالمنا.. لافتة إلى أن اعتمادنا الكامل على الماء يذكرنا بأننا جميعًا متساوون - بغض النظر عن أصولنا، وان اعتمادنا على الماء يُمثل عاملًا أساسيًا لتحقيق المساواة بين البشر .

وأشارت إلى أن أسبوع القاهرة للمياه بات منصةً رئيسيةً لنا وللعديد من شركائنا في المنطقة، وهو فرصةٌ لضمان أن تكون المياه في صدارة جدول الأعمال العالمي، وفرصةٌ لنتذكر كيف يُحافظ الماء على بقاء مجتمعاتنا وأنظمتنا البيئية، ولتسليط الضوء على كيف أفرطنا في استغلالها، ولوّثناها، وأهملناها .

واعتبرت ان دورة المياه تخرج عن السيطرة - وأنظمتنا الغذائية، وأمننا الطاقي، وصحتنا، وازدهارنا الاقتصادي، معرضة للخطر.. مشيرة إلى ان موجات الحر الشديد، والجفاف الشديد، والفيضانات المدمرة كلفت أوروبا مبلغًا هائلًا قدره 43 مليار يورو هذا الصيف - ومن المتوقع أن يرتفع إلى 129 مليار يورو بحلول عام 2029.

وأكدت ان ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أشخاص في الاتحاد الأوروبي يعانى من ندرة المياه، وينتشر التصحر في جنوب ووسط وشرق أوروبا، كما تتأثر زراعتنا وكذلك غاباتنا، ونباتاتنا وحيواناتنا، وموائلنا، ومنازلنا.

واوضحت المفوضة الأوروبية انه بحلول عام 2030، سيتجاوز الطلب العالمي على المياه الموارد المتاحة بنسبة 40%. خمسة من أكبر عشرة مخاطر عالمية طويلة الأجل للشركات، والتي حددها المنتدى الاقتصادي العالمي، مرتبطة بالمياه… مشددة على ان الدعوة إلى التحرك واضحة وجلية، والعلم والابتكار والتعاون هي الطريق للمضي قدمًا.

وأكدت على أن الاتحاد الأوروبي عازم على القيام بدوره، واستراتيجية المرونة المائية الأوروبية، التي اعتُمدت في يونيو الماضي ، هي خارطة طريق لمستقبل مائي مستدام وتقوم على استعادة دورة المياه وحمايتها، من المصدر إلى البحر، بناء اقتصاد مائي ذكي يعزز القدرة التنافسية، وضمان مياه نظيفة وبأسعار معقولة للجميع.

واكدت ان الاستثمار في المرونة المائية هو استثمار في مستقبلنا، وتدعم الاستراتيجية التزامات قوية من بنك الاستثمار الأوروبي، الذي سيستثمر 15 مليار يورو من الآن وحتى عام 2027 لمعالجة أزمة المياه في أوروبا.

وأشارت الى ايلاء الأولوية للتعاون الإقليمي والعالمي.. معلنة ان الاتحاد الأوروبي سيقوم بدعم البنية التحتية للمياه في جميع أنحاء العالم، دعم الإدارة المتكاملة للموارد المائية، تعزيز دبلوماسية المياه وإدارة المياه العابرة للحدود، المساهمة في سد الفجوة التمويلية في هذا القطاع، وبناء شراكات استراتيجية.

وقالت ان الاستثمارات والمساعدة الفنية ستركز على إدارة كميات المياه، إدارة مخاطر الجفاف والفيضانات، التكيف مع تغير المناخ وحماية البنية التحتية للمياه من آثار تغير المناخ، إعادة الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة، وممارسات الري.

وأشادت بمصر ووزير الموارد المائية والري هاني سويلم على قيادتهما في مواجهة تحديات المياه والمناخ الإقليمية والعالمية.

ولفتت الى ان مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام ٢٠٢٣ وقرار الدورة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة بشأن تعزيز سياسات المياه من أجل التنمية المستدامة وفرا زخمًا للعمل العالمي؛ والآن، علينا تسخير هذه الطاقة لتحقيق نتائج ملموسة.

وقالت ان المحطة التالية هي مؤتمر الأمم المتحدة للمياه العام المقبل، حيث نحتاج إلى إظهار الطموح والوحدة، ولذا نبني شراكة شاملة في مجال المياه مع مصر، تمتد من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي.

واكدت ان المياه تعد بالغة الأهمية في تعاون الاتحاد الأوروبي مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككل، ونُركّز على الإدارة المستدامة للمياه مع الاتحاد من أجل المتوسط.. وتُعدّ إدارة المياه مجالًا رئيسيًا للتعاون في الشراكة الخضراء بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ونعمل مع الأردن لتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.

واكدت ان مرونة المياه تشكل تحديًا إقليميًا وعالميًا، وتتطلب تعاونًا إقليميًا وعالميًا لإيجاد حلول حقيقية، الاتحاد الأوروبي مستعد لقيادة هذه الجهود.