والتر براتين.. عالم الفيزياء الذي وضع حجر الأساس للحواسيب والهواتف الذكية
في مثل هذا اليوم، 13 أكتوبر 1987، رحل عن عالم الفيزياء أحد أبرز العقول التي غيّرت وجه التكنولوجيا الحديثة، والتر هاوزر براتين، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1956، والذي شارك في اختراع الترانزيستور، أحد أعظم إنجازات القرن العشرين.
ولد والتر براتين في 10 فبراير 1902 بمدينة شيامن في الصين لأبوين أمريكيين، وقضى طفولته في ولاية واشنطن، حيث نشأ في مزرعة ماشية، تلقى تعليمه الجامعي في كلية ويتمان، ثم حصل على الماجستير من جامعة أوريجون، وأكمل الدكتوراه في الفيزياء من جامعة مينيسوتا عام 1929، بأطروحة تناولت أثر الإلكترون في بخار الزئبق.
بدأ براتين مسيرته المهنية في المكتب الوطني للمعايير، ثم التحق بمختبرات "بل" عام 1929، حيث انصب اهتمامه على فيزياء الأسطح، خصوصًا في المواد شبه الموصلة مثل أكسيد النحاس والسيليكون. خلال الحرب العالمية الثانية، ساهم في تطوير تقنيات الكشف عن الغواصات، لكنه عاد بعد الحرب إلى أبحاثه الأساسية في الحالة الصلبة.
في عام 1947، وبالتعاون مع جون باردين ووليام شوكلي، نجح براتين في تطوير أول ترانزيستور، وهو الجهاز الذي أحدث ثورة في عالم الإلكترونيات، ومهّد الطريق لتطوير الحواسيب والهواتف المحمولة وكل ما نعرفه اليوم من تقنيات رقمية، هذا الإنجاز نال عنه الثلاثة جائزة نوبل في الفيزياء عام 1956، تقديرًا لإسهامهم في "اختراع الترانزيستور وتطويره".
رغم أن شوكلي كان المدير الرسمي للمشروع، فإن براتين وباردين هما من نفّذا التجارب الحاسمة التي أدت إلى النجاح، وقد عُرف براتين بتواضعه العلمي وحرصه على الدقة والبحث النزيه.
توفي والتر براتين في مدينة سياتل بولاية واشنطن، بعد صراع مع مرض الزهايمر، عن عمر ناهز 85 عامًا.