تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير محمود ياسين، أحد أعمدة السينما المصرية وواحد من أبرز نجومها الذين جمعوا بين الموهبة الكبيرة، والالتزام الفني، والرقي الإنساني. مسيرته الممتدة لعقود لم تكن مجرد رحلة في عالم التمثيل، بل حكاية نجاح استثنائية امتزج فيها الفن بالحب، والاحتراف بالإنسانية، إذ عاش قصة حب وزواج من الفنانة شهيرة استمرت لما يقرب من نصف قرن، ظلت خلالها حياتهما مثالًا للاستقرار والعطاء والتفاهم رغم شهرة كلٍ منهما.

بدأت قصة الحب بين محمود ياسين وشهيرة أثناء تصوير فيلم «صور ممنوعة» عام 1972، حيث جمعتهما الكاميرا للمرة الأولى، وسرعان ما نشأت بينهما مشاعر إعجاب صادقة تطورت إلى ارتباط رسمي، فقد أعجب محمود ياسين بها من النظرة الأولى، ولم يتردد في التقدم لخطبتها بعد فترة قصيرة، لتستمر الخطوبة نحو تسعة أشهر فقط قبل أن يُعلَن الزواج.

ذكرت الفنانة شهيرة في أحد اللقاءات أن النجم الراحل أحمد زكي كان له دور في بدايات علاقتهما، إذ كان يعتبرها كأخته ويخاف عليها، فسأل محمود ياسين عن طبيعة علاقته بها، وبعد أن تأكد من نواياه الصادقة، شجعه على التقدم رسميًا لطلب يدها، وهكذا تم الزواج الذي استمر لسنوات طويلة، ليصبحا من أشهر الثنائيات في الوسط الفني.

أنجب الزوجان ابنيهما رانيا عام 1972، وعمرو محمود ياسين عام 1978،  وعلى الرغم من مشاغل الحياة الفنية، ظل الارتباط بينهما قويًا ومستقرًا، وقد كشفت شهيرة في أكثر من حديث أن زوجها كان يرفض ترشيحها في الأفلام التي يقوم ببطولتها، معتبرًا أن اختيار الأدوار من اختصاص المخرج فقط.

وفي عام 1992، اتخذت شهيرة قرارًا مفاجئًا باعتزال التمثيل وارتداء الحجاب والتفرغ لرعاية الأسرة، وقد حكى محمود ياسين في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه تلقى خبر حجابها بطريقة غير متوقعة، إذ كان يلاحظ تغيرات في سلوكها منذ عام تقريبًا، لكنه فوجئ ذات يوم بسماع الزغاريد في المنزل، ليكتشف أن زوجته قد قررت ارتداء الحجاب، وأكد أنه لم يكن يمانع في عودتها للفن بالحجاب، موضحًا أنه يرى أن التمثيل لا يتعارض مع الحجاب طالما التزمت الفنانة بمبادئها.

ورغم متانة العلاقة التي جمعت بين محمود ياسين وشهيرة، فإن حياتهما لم تخلُ من بعض الخلافات، حيث حدث الطلاق بينهما مرة واحدة فقط، لكن سرعان ما عادا إلى بعضهما، واعتبرت شهيرة تلك العودة انتصارًا حقيقيًا لعلاقتهما التي تجاوزت نصف قرن من الحب والمودة.